فن الكتابة والتعبير

كان مثلٌ لهم بقلم:” رواسي إعشيبه”

كان مثلٌ لهُم

على ضفاف النّهر ، يقف رجلاً قد شاب عليه الزّمان ونقشت التّجاعيد أماكنها ولم تفارقهُ حلاوة روحهِ البشوشة، يحتسي كوباً من الشّاي السّاخن ، يتأمل الطبيعة وسط رماجِ الطيور الذي يخترق السّكون ويحتضن القلوب ، ذهبت به ذكرياته العتيقة لعمرٍ قضاهُ بأعجوبة، مفتخراً بإنجازاتهِ ومآسيه ، راضياً حتى السّعادة ، قد وصل لما أرادهُ ، خطّط المسار وسار الدّرب ونجح بهذا ، كان خيارهُ الأول والآخرُ أن لا يندم في عمرٍ كهذا .
لقد وضع المتراس أمام كلّ رأس أراد عرقلته ، لم يدخل في خثرودِ الأحاديث بل كان شامخاً وبارعاً يفكر قبل أن ينطق ، ويسمع قبل أن يحكم .
يعرف متى يحين الوقت للسّعادة والفرح حتى الثّمالة ، ومتى عليه بالعمل الجاد حتى النّهايةِ ..
مَرّ عليه ما هو مُرّ و كان ينجو في كل مرةٍ ويداوي جرحهُ بحلاوة الوصولِ ..
داهمتُ ذكرياتهُ السّامية طفلةٌ تحاول التّمسك بأطراف أصابعهِ لتنتشله إلى عالمها الوردي ، عاش محبوباً من قِبل الجميع يُحبّه الصّغير والكبير ، لم يكن جدٌ لأحفادهِ بقدر ما كان صديقهم في اللعبِ ، وناصرهم في كل مُعضلة ، وحارسهم من أيّ شائبة ، وهكذا كان معهم دوماً حتى في غيابهِ ظلّ طيفهُ مرافقهم ، وظلت ذِكراهُ في القلوبِ خالدة .

إقرأ أيضا:أسمرٌ ميهوب / بتول ابراهيم داؤد

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم ريم بركات
التالي
شعور مبعثر بقلم: أنسام بلال كناني

اترك تعليقاً