منوعات أدبية

رسالةٌ إلى أُمي، بقلم:يوسف المصطفى”نص نثري”

_رِسالةٌ الى أُمي
العُزلة يا أُمي لا تعني ابداً أن أكون وحيداً،
وكثيرٌ من الناس لا يعرفون ما الفرق بين الوحدة والعُزلة،
لا يُدرِكونَ بأنَ هُنالِكَ فرقٌ كبيرٌ بينهما، فعُزلتي أنا هي منجاتي الوحيدة التي أهرُبُ بها للإفصاح عن ما بداخِلي وأن عُزلتي هي موكبٌ للإبداع وموطنٌ يبدأُ فيهِ النجاح، وهي فرصتي للإطمئنان.. وهي طائرةٌ قُبطانُها القلمُ والخيال، موطنٌ لروحي المتعبة،
وملهى لأحلاميَ البسيطة، عزلتي مرهمٌ وشفاءٌ للمرضِ والاحزانْ،
العُزلة يا أُمي هي أن أعتزِلَ كُلَ ما يؤذيني وأن أكونُ بعيداً عن ضجيج البشر، وأكون قريباً من ذاتي الاِبداعية، باحثاً عنها وأُحيّي فيها قلَمي، هذه هي العُزلة يا أُمي، أرأيتِ كم هي لطيفة، وأما الوحدة يا أُمي .. هي أن أكونُ وحيداً بين الكثيرُ من البشر… ولكنِ غريبٌ عنهم..!
أُقابلهم كُلَ يوم وفي كلِ مكان، ولا أشعرُ إلا بالوحدة..
الوحدة يا أُمي هي عدمُ إنتمائي لهم وعدمُ إنسجامي معهم، وفي صعوبة التأقلمِ مع مجتمعٍ لا يلائِمُني ولا يُشبِهُني بأيِ شكلٍ كانْ،
الوحدةُ يا أُمي هي; أن يقولُ لي صديقي:
كيفَ حالك – ولا أستطيعُ أن أقولُ له أني لستُ بخير، وثُمَ أبتسم وأقولُ لهُ أني بخير.
الوحدة يا أُمي هي أصمت ولا أتمكنُ من البوحْ، بإختصار:
الوحدة هي أن أعيشُ مع أُناسٍ يجعلوني أشعُرُ بالوحدة، فهنا تكمُنُ الوحدة وهذه هي مقاييسُ الوحدة الحقيقية.

إقرأ أيضا:أفكار مشوهه بقلم ميس عزام عالية

يوسف المصطفى.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
الكثيرُ من الأيامِ والقليلُ من الحياة، بقلم:إيناس الآوا “نص نثري”
التالي
المطار المُخيف، بقلم: سدرة محيميد “قصة”

اترك تعليقاً