مقالات ونصوص متنوعة

العيد، بقلم:محمد الفرج”شعر”

أتى نعم أتى
لينبشُ في الرّمادِ
وينكأ جُرحًا عمَّقتهُ السُنين
أتى لا لشيء
وإنما ليُتعب القلبَ
عيدٌ ثاني ثالثٌ رابعٌ عاشرٌ
لا قيمةَ للأعيادِ
دون مسقطِ القلبِ
أتى بلونهِ الرّماديّ
وزِيّه التّقليديّ
ليقتلُ ما تبقّى منّي
مُتوشّحاً سيفُ الذّكرياتِ
ورمحُ الحنينَ
وأساورُ الماضي
وجعٌ على وجع
يخاطُرني كلّما لملمتُ أسماءَ الموتى
من المقابرِ
وتذكّرت تواريخَ الميلاد
وكيف الفرح والقلب يدقُّ
بعيداً عن الجسدِ
لا عرش لي إلا الخيبات
تؤلمني كم تؤلمني
ضحكات الأطفال
وتزيّن النساء
أما الرّجال فقد ناموا جالسين
كم أنت مُوجع ومُوغلاً في الوجعِ
أيّها الآتي من بعيد
لم نتهيّأ بعد لإستقبالك
فالشمسُ لم تأتي بالأمنيات بعد
والقمر لم يتلو علينا فصلاً جديداً
من علم الخطابة
والأرض لم تُبدّل غير الأرض
والموتى لم يستيقظوا
علامَ أنت مستعجل
لم يكن لدينا وقت إضافي
لنرتب الوقت على الطريقة السومرية
فالدموع تجمدت في العيون
والقُبلات غافيةٌ على الشّفاه
والكلام لم يوزن ولم يدقق
على طريقة الفراهيديّ
وتلك الطفلة مازالت
تلهو بقرطها القمري
وشعرها الأبيض
والعجائزِ ما برحوا موقدَ النّار
وحكايا بطولات أجدادنا
كسلسلة من القصائد المعلقة
على قطارِ اللّيل الأبديّ
وكأنّها تاريخنا المُرصَّع بالماسِ
لا تأتي فنحن لم نتهيّأ بعد.

إقرأ أيضا:السارقُ لحياتِنا، بقلم:ملاك الخطيب

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
إلى ابنتي _بقلم لانا عارف محمد_رسالة
التالي
كسرًا كما يليق،بقلم: دينا أبو رياش”خاطرة”

اترك تعليقاً