دقت ساعة الحائط الثانية عشر ليلًا، وبدء الهدوء يَعُم الأرجاء في نواحي حجرتي، والظلام يخيّم، وحان وقت مآثر الديجور، الدموع تحرق وجنتيّ وكأنها نارٌ جُن جنونها، بدأ الصخب يحتل قلبي، وسمعي، وصدري، كاد أن يخنقني، تلك الضجة محفوفة بزوايا الترائب، بالناصية، في كل ناحية تزرع جذورها.
الذكريات اللعينة، الماضي الأحمق قبل عدة ساعات، عقلي الباهت المكتظ بالركاب، القلق الذي يهلعني، الصمت يَشط حدوده، يجعلني أكرهه…
على وسادتي بدأت أعسان الدموع تبللها كعادتها وتبكي معها هي الأُخرى، المواجد تنتهز ثورة معي، دائمًا ما تريد الفوز، أحاول اقتلاعها من شروشي ولكنها عبث، صالبة صنديدة، واقفة لا يؤنسها الوسن قليلًا، لا أدري لماذا تريد أن تحتلني بأكملي ولكنها جريان مأساتي.
بدأت شفتاي الباردة الضئيلة، تغمرني غمرة من الحب، همستني بأن أجلب لها صديقيها الحبر والورق، وقالت اسمعي حاربيه فيهما
قلت لها: هل أنتِ متأكدة هكذا أستطيع نزع أجنحتها؟
قالت: أتظنيها قوية!؟ هي كشبكة العنكبوت هزة ريحٍ وتتلاشى.
صارت كالقزع، ولكنها تفرقت وكل ناحية منها كانت تحمل شيئًا أعجز عن الحديث عنه، ولكنها اخذته ولن تعيده.
جفّت وسادتي وبدأ النار على وجنتيّ يهمد، ولم يتبقَ شيئًا من حبر القلم ومُلأت الورقة بأكملها. بدأ النعاس يعانقني واحتل عيوني.
إقرأ أيضا:2023 toyota sequoia priceونامت المخلوقة الهشة.
Comments
0 comments
