مقالات ونصوص متنوعة

جسد مستعمل، بقلم: بقلم أسيل محمد العثامنة

(ليس ذنبي أن جسدك ليس ببريئ , لقد لامسه غيري من قبل , تمتع بهِ بإرادتك الكاملة , ليس ذنبي أنك مستعملة حتى ولو بأوراق رسمية قانونية , النتيجة واحدة بالنهاية يا عزيزتي , وداعاً , أما أن يتم الأمر على طريقتي بسرية تمام , أو لا ….وداعاً أيتها الجميلة )

مازالت تلك الكلمات أسمع صدها بأذني كما لو أنها رصاصات تخترق روحي , لا بل جسدي و روحي , جسدي الذى أصبح الآن لعنة تلازمني , لعنة محببة اذا كان الأمر خارج إطار العقد الشرعي , فقط متعة سريرية مدتها ساعات , او ربما دقائق , ثم وداعا جاف الى لقاء غير معلوم ..

ذلك هو نفس الشخص الذى أخبرني مراراً أني رقيقة للغاية على كل تلك المعاناة التي واجهتها من قبل , لقد استخدم أسلوب التعاطف قبل استخدامه للغزل , حدثني أن كل ما حصل لي , هو ابتلاء ليس عقاب , فأنا في نظرهِ زهرة قطفت قبل أوانها , و تفتح على أيدٍ خشنة لا رحمة بها , و لكنها مازالت تحتفظ برائحتها الطيبة و ملمسها الناعم..

كان كلام يلامس الروح بكل دفئ , يطيب الجروح كما لو أنه بلسم حنون , كان ذلك كله , ثمنٍ لعلاقة شاذة , عشيقة جميلة المظهر , جسدها رائع فقد أهم حواجز المنع , تسيطر عليها بقليلٍ من الكلمات المعسولة و جملة صغيرة تحمل تعبير المرأة المطلقة ليست نكرة

إقرأ أيضا:ترتيب الملابس على طريقة مارى كوندو

لقد كان عظيم حقاً , من جمال كلاماته , تجرأت و طلبت الزواج الشرعي ,فأنا أحبهُ و هو يبادل , لماذا اذاً نختار الطريق الخطأ !

لم أكن أعلم أنهُ يدس السم بالعسل بكل سلاسة , إمرأة محطمة تزوجت صغيرة ثم انفصلت و انتهى الأمر , كل يحتاجه ليحصل على جسدها , شعارين عن مكانة المرأة و ثلاثة جملة عن جمالها البريئ , ثم موافقة سريعة …ذلك ما كان بمخيلته الضيقة

لكنك مخطئ يا عزيزي , أنا التيِ رفضتُ الاستمرار في زواجٍ ألم روحي ,و أنهك قلبي ….هل سأسمح بعلاقة تهين أنوثتي و ما تبقى من روحي !

جسدي الذى رحبت به في علاقة محرمة , ترفضه في علاقة شرعية , و تلقبه بالمستعمل , هو أطهر منك , هو رفض شخصاً كان حلاله لمجرد ألم سببه في روحي

هل سيقبل بكَ و أنت مريض الروح و القلب , جسدي يحتوي روحاً طاهرة , نقية لا تدنئ نفسها للفواحش , و روحك شنيعة مليئة بشوائب الدنيا , أما عن جسدك , فهو غير آمن يذل لكل جسدٍ متاح , لا يبحث عن العفة إنما الرخص , فقط جسدٍ متاح لا يهم من لامس و لا يهم اذا ما كان عفيف نظيف , حتى روح لا يهم حتى وجودها , فلو كان الجسد لميت , ستستمر فقط هو متاح لا بأس في فقدانهِ لروح و النبض ….ثم تخبرني أن جسدي لعنة ^

إقرأ أيضا:أشلاء الوصول، بقلم : حذيفة أبو التقصيرة ” نصوص نثرية ”

واللهِ ليس هناك بلعنة غير وجودك في هذه الدنيا , شهواني لا يحركه الإ الجسد , لا عقل و لا قلب , تخبرني بكل قوة إني لعنة لأني سيدة مطلقة , لكنك لا تعلم أني أقوى من تعرف , فأنا التي واجهتُ العالم بكل قوة , أرفض الألم و من يسببه و لا بأس من تجربةٍ مُرة , تعلم القوة و تصنع الحكمة , تُجلد جسدي بصلابة خشنة , تحطم من يلامسهُ بغير حق ,و تمد الحب لمن يزرع بداخلهِ الآمن

لا بأس أيها المذكر النكرةَ , فقد أضفتَ لروحي قوةٍ و صلابة , فمن لا يُكسر يزداد قوة …. ليكسر من حاول كسرهِ….و شكراً لأمثالك الذين يأكدون لي أني أفضل من الكثير أمثالك الذين يعانوا اذلال جسدهم لكل جسد متاحٍ كان ..

“عزباء حرة , تحمل لقب مطلقة “

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
مُتَلَازِمَةُ الحُبِ بَيْنَ الآِنْتِقَادِ والتَقَبُلِ، بقلم: ايمان سمير شقليه
التالي
أرض الياسمين الملطخة بالدماء، بقلم: غزل ياسر إسماعيل (Open list) (0 submissions)

اترك تعليقاً