منوعات أدبية

قناع الخيبة

أما أنا في أيّ وجهٍ أضعتُ ملامحي!!

تخضعُ الروح لانقسامٍ منفصمٍ بعض الشيء، لا يأبه الجسد لهذه الترهات، يقفُ أمام مرآة لا تعكس سوى سلب خمرة الدراق من وجنتين تآكلتا من حرارة البراكين الثائرة على لونٍ زائف، وقليلاً من الرماد المرتسم حول عينين احترق فيهما المشهد لكثرة تكراره، عقدٌ مبعثرٌ هنا يسأل العنق المنهك من فرطِ ما حُمّل من ديون الحياة، اصبعٌ مبتورٌ على الطاولة يسيلُ منه الحبرُ قطرةً قطرة ليُغرِقَ فستاناً محاكاً بخيوطٍ اهترأت فيه الأنوثة قبل أن يؤذن لها بالنضج،

يشتعلُ صوتُ الراديو بتهديداتٍ بالانتقام لكن الانتقام مِنْ مَنْ!!

تراودني فكرةٌ بالإقلاع عن عادتي السيئة بابتلاعِ دخانِ الخيبات واحتباسه في صدري لينفثَ سواده فيما بعد في الفضاء الروحي فيحولُ لبقعةٍ ضبابية لا تضح معالمها تحت أيّ تغيرٍ مزاجيٍّ كان…

أصعدُ الدرج وكلّ ما في داخلي يختار الهبوط أبحثُ عن مفتاحٍ تحتَ عشر طوابقٍ من الوهم أدخلُ من ثقبِ الباب لا يهم، متسللةً بتهمةِ سرقةِ لحظةٍ من عمري لا يهم،قاتلةٌ مجني عليها ببصمات لا يمحيها احتراق العالم لا يهم…

لكنني سرعان ما أصل إلى الحجرة الحقيقية ولا شيء هنا سوى رائحةُ الفراغ، وأصواتُ الأشباح التي تتغذى على أفكاري ليلاً لتستقبلني بها نهاراً حينما أعود فتسألني:

“أما أنا في أيّ وجهٍ أضعتُ ملامحي ”

إقرأ أيضا:روح هائمة بقلم رنيم خليل الحجاج .

بقلم: هدية الله حَمَر

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
موضوع عن أهمية الحوار
التالي
طفلٌ وثلاث خيبات

اترك تعليقاً