مقالات ونصوص متنوعة

مذكرات وطن حزين، بقلم : سجى أبا زيد

الليل يشبه مدينتي
بحلكته القاتمة
برحمه الذي ينزف وجعاً ممزوجاً بدماء شهداء الوطن
بجدرانهِ الكئيبة التي تميل حينما نستند عليها
……………………
وطني كالليل
يظهر حينما ترفض دموعي أن تتساقط
فيأتي على هيئة ظلٍ ممزوجٍ
 بلمسات عاطفية
يطبطب على عينيَّ التائهة
لتنهمر دموعي
حتى يمتزج الظل مع ماء عيني
لتقوم حفلة رومنسية
المقتول يكون الظل
والرابح يكون الدمع
فيصبح دمعي حراً
يطوف
ويجول
في مقلَتيَّ
إلى اللانهاية
…………………..
وطني والليل
بينهما علاقات مشتركة
والرابط المشترك بينهما
هو الظلام
الذي يحيط بنا
لم يعترفوا لبعض
هم فقط علموا من أفواه الناس
قامت بينهما منافسة قوية
ليثبتوا للناس من هو أشد ظلاماً
فقام الليل يهبط على قلوبنا ليثبت لوطني أنه أشد ظلاماً منه
نهض وطني على أقدامه
فأطلق رصاصة على
رحم الليل
انبثق رحمه
وخرج منه آلاف
الأطفال
والناس
الآن لم يعد لنا ملجأ يحتوينا
ولا منزل يدفئ قلوبنا الباردة
كان ملجأنا الليل
الآن انبثق
ذهبت إلى وطني
بقلبٍ يطفو منه الحزن
طرقت بابه
وناشدته بالله
أن يحتويني
أغلق الباب في وجهي
وكسر فؤادي
الآن
أريد أن يملأ صوتي جميع أوطان العرب
 ليشتروا لي موعداً مع ملك الموت
من أجل أن يقبض روحي
وأصبح حرة
في السماء
بلا قيود
ولا ذل
فالموت أرحم من وطنٍ ظالمٍ

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
وافترقنا، بقلم : رهام منير عبد النور
التالي
بعد منتصف الليل، بقلم : ابراهيم نعسان

اترك تعليقاً