مقالات ونصوص متنوعة

ذهب ولم يعد، بقلم : ملاك بشير بيري

ذهب ..
ذهب دون وداع ، ذهب دون أن يلتفت إلى الوراء لم ينظر في عيوني ، ولم يهتم لي حتى ، ذهب وترك قلباً متيماً ينكسر دون أن ينتبه ، لم يقل شيء قطع حبل حبي له ولم يعد ، قرر الرحيل عني دون أن يبالي أذلني أهملني ، ولكن ..!!
كيف يرحل ؟؟ كيف يترك حبه دون تراجع كيف يقودني إلى الحزن دون أن ينظر إلى الطريق كيف يدمر أحلامي يرمي بي إلى الهاوية كيف .. كيف يقتل روحي بهجره ..!
ألتفت وقال أنه لن يعود كيف ينسى أيامنا، كيف ينسى حبه  ، تركني بعدما تعلقت به وانتهى الأمر ، ترك دموعي تحرق وجنتي حتى أنه ذهب آخذاً روحي وقلبي وعقلي وعيوني وتفكيري ونبضي وروحي وحتى ضحكتي ..
لم أعد كما كنت لم يعد شيء كما كان تغيرت الحياة وأصبحت تسير بشكل مختلف في بعده ..
أصبحت انسانة فاقدة لكل ما في داخلها فاقدة لأحاسيسها أصبحت الآن شخص عابر مجرد اسم في سجل سيمحوه الزمن يوما ، لم أعد أسيطر على نفسي ، لم أعد أحتمل ، أشعر بفراغ يملأ ما بداخلي أشعر بالشوق يقتلني إليه ، الحنين نحت أضلعي وشراييني أحببته دون أن أفكر بذاتي هناك أسئلة تدور في عقلي لكن ..!!
هل يذكرني كما أذكره هل هو يشتاق إلي هل يقتله الحنين إلي ، هل يبكي ألماً مثلي ..
فيا شمس أمديه بنار حبي له هل سيشعر حينها أم لن يبالي فيا عصافير اذهبي وأخبريه أنني فعلا أشتقت فيا غيومي أمطري ورعدي واجعلي جسده يرتعش مثلي هل سيحن إلى لأمده بالدفئ فالمطر أصبح كدموعي ، أبكي ألماً على ما قاله ، لا أنسى ولا أستطيع التوقف عن ذكره ، كيف طلب هذا كيف يريدني أن انساه أبهذه السهولة ؟ قل لي هل تستطيع انت نسياني ..
لا .. لا لن تستطيع لأن قلبي أصبح ينبض بما في عقلك يريدني أن أنساه وهو ذاكرتي يريدني أن انسى حبه وهو قلبي يريدني أن أتوقف عن حنيني وهو حياتي ..
أشتقت إليك ..
ولا أستطيع البوح بأشواقي ، لأني أعلم أن كلامي لن يغير شيء ..
أحببتك … أحببتك حبا لو تحول الى ماء لغرق العالم بأسره ، أنت حياتي ياليتك لم تعلقني بك منذ البداية إذا كانت نيتك الفراق ياحبيبي أريد أن أسألك سؤال إن كنت لست قادرا على احتواء قلبي فلما زرعت به نبضا لايعرف كيف يهدأ لماذا ..!
ياليت قلبي يتوقف عن النبض ليتوقف عن حبه لك حبك يعبر على شراييني وأوردتي حتى يعود إلى قلبي وينبض به ..
دموعي تشكي منك وتبوح بتعبها تستسلم للألم تذرف دماً ، روحي تشكي تصرخ وجعاً تسأل عنك هل أنت بخير هل مازلت تشعر بي هل تشتاق هل تذكر لحظة لقائنا هل تفتح صفحات حبنا  لتتذكرني ، فهل تعلم بحبي لكك أساساً ، أنت تخون لقد وعدتني عاهدتني حتى الموت أنك لم تسمح للفراق أن يفرق بيني وبينك ..
رحلت ولم تودعني أهذا حبك لي! أهذا وعدك لي أنك ستبقى معي مدى الحياة  أتعلم ..!!
أنا نادمة على أنني لم أحتضنك لآخر مرة أشعر بك لآخر مرة أرتاح لآخر مرة أزور سعادتي وأملي لآخر مرة أنسرق من حنانك ومن دفئ صدرك أمسك بيدك لآخر مرة أردت أن اشعر بها أتذكر أول مرة لامستها  أقترب منك أنظر إليك كنت سأندم لو رمشت عيني مرة واحدة أردت القرب منك لأنك وطني أنت كل مالدي أحتاج لك حقا عد الي ، عد لقلبك تعال وأعدني سرقتني منك ولم تعدني ..
ليست جريمتي أني أشتاق إليك ليس خطئي أن قلبي متعب منك ليس ذنبي أن يأخذني حنيني إليك وإنما ذنبي الوحيد حين أدخلتك عالمي وائتمنتك على نبضات قلبي أشعر أنها تتوقف للحظات ثم تعود إلى نبضها صرخت صرختها الأولى وعادت ثم صرخت مرة أخرى وعادت وصرخت بما فيها حتى أخرجت الروح منها ..
والآن هي كسواد السماء في ليلة شتوية عاصفة والبرد فيها قاسٍ ماتت ألماً حاولت مراراً وتكراراً لكن لافائدة ، نادت بأعلى صوتها ، نادت عُد لي لكن يبدو أنك لن تسمعها هل كنت حزين ولم تجبها هل كنت سعيداً وأهملتها هل كنت تطردها عنك يأسا لكن أجبني! أتعبت.! أكرهت.! أنسيت.! لما الصمت أنت تقتلني أنا على وشك الرحيل سأرحل من عالمنا الكاذب إلى عالم لاتوجد فيه إلا الراحة سأرتاح بثوب أبيض تحت التراب ستسافر روحي إلى السماء وهناك إما النعيم وإما الجحيم ويوم توعدون ربما ألقاك هناك بعد سنين ومع ذلك لكن للأسف لن أتعرف بك قد أنساك قد أهجر حبك قد أتجاهل عيناك ونظراتها أتعلم لماذا .! لأنني لم أعد أمتلك قلبا أحبك به .. فقد أحببتك به حتى جننت بحبك لكنك قتلت روحا تداعب أحاسيسي من ناحيت قلبك فكيف سيعشق ثانية ، كيف سينبض لغيرك لن ينبض ولم ينبض وما كان قد نبض من قبلك ولا بعدك ولا لغيرك أنت من أحييت مامات فيه وأنت قتلت ما أحييت فيه وكأن شيئاً لم يكن

إقرأ أيضا:نتائج الحروب الصليبية

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
تلك اللّعنة، بقلم: نور الحجاجرة
التالي
هدوء وأماكن خالية، بقلم: أسمهان عماد الحموري

اترك تعليقاً