خاطرة

أنين الروح/بقلم: ينال عادل مصري.. خواطر نثرية

لم يبرأ الجرح بعد يا ألمي ، يبدو أنه جرح عميق ، هاهو الشوق مجدداً يعبث في ثنايا الروح ، ويحاول التسلل بين الأوراق …
كم أودّ أن أكتبكِ الآن …
أن أصرخ بكل قواي …
أن أتجرّع مرارة الأيام …
أن أكتب وأكتب حتى يجف حبري …
ياقافية الحنين تعالي وخذي شيئاً من تعبي …
تيهي في غربتي ….
توغّلي في أوراقي قصيدةً دافئة …
اركبي مع الريح المحمّلة بأشواقي زوبعةً لاهثة …
انطلقي إلى بساتين خديها واقطفي لي وردة من التوليب …
اكتبي لها قصيدة شوقٍ و حنين ، فأنا لا أجيد الكتابة …
نيران أشواقي باتت تأكلني ، البعد يعتصر فؤادي ، نفد صبري ، خارت قواي …
خمس ساعات أبحث عن كلمة تليق بما أشعر ولم أعثر بعد …
فرغت جعبتي من الكلمات …
هربت مني الحروف والقوافي كما تهرب العصافير من الأقفاص …
مزّقت الأوراق نفسها قبل تلويثها بالأقلام …
دلقت دواة الحبر نفسها على الطاولة وانتحرت قبل ملامستها الأوراق …
أشعر بمؤامرة تحاك ضدي ، وأن العالم بأسره اجتمع معها على الغياب ….
لم أتمكن من كتابة حرف واحد ، سألملم أدراج خيبتي و أتكوّر في سريري أناظر سقف الغرفة بامتعاض علّه يسقط فوق رأسي ويريحني …
خمس ساعات أخرى أحاول فيها النوم و لا أستطيع ، كلما هممتُ بنسيانها وجدتُ ابتسامتها أمامي ، طلع الصبح ومازلتُ ألملم أشلائي المتناثرة على أعتاب الغياب …
أين أنتِ يا رفيقة أيامي الجميلة ؟ أيامي الحزينة ، يا شقيقة الروح العليلة ….
أين أنت ؟
اشتقت إليكِ …
تعالي واحضنيني ، أودّ لو أضع رأسي على صدرك للحظات ، أحتاج يديك تلامس خصلات شعري ، قبّليني لمرّة واحدة ، لملمي شتاتي ، عانقيني ، أنقذي ليلي ، عودي كما كنتِ ، أو احملي ضحكاتك البريئة وانصرفي بعيداً ، واخرجي من ثنايا ذكرياتي ولا تعبثي ثانية بأشواقي ….

إقرأ أيضا:الامل ينجو،بقلم الاء احمد احمد

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نوستالجيا، بقلم : فارس عماد الحموري” نصوص نثرية ”
التالي
خربشات على ذاكرة الألم/بقلم:حنان ملا علي…نصوص نثرية..

اترك تعليقاً