خاطرة

خوف على قيد حلم، بقلم: ضحى محمد المصري “خاطرة”

إئذنْ لي يا سيدي الواقع فَما خوفي للكلامِ إِلا احتضار
تَعبِتُ وَأنا أُواجِهُ الخوفَ بِالخوفِ
فَهل رَأيتَ خوفًا يمنحُ المرءُ أجنحًة لِيطير
يَتجملُ الحُلم في الظَلامِ وَفي النور
يَنامُ لِيحلم بِأنه يطير
يَستيقِظُ فَيرسمُ أجنحًة على الحائِطِ وَإِن كانَ قاعهُ مَرير
وَإِن كانَ الحائِطُ حطامٌ وَرُكام
يبقى يَرسم
وَيهمِسُ في أُذنهِ أن هُنالِك أحلامٌ فلا تستكين
يبقى يحلم
وَيرى الفَراشَ هُنا وَهُناك
وَفي أسفلِ الزاويةِ أو تَحتَ السرير
وَتحتَ الوسائِد صوتٌ للعذارى أَن احلمي وَغني
وعلى كرسي أبي المتين فَراشٌ يطير
وَيبقى الخوف يَحلم
فَإِنَ الأحلام بُرهان الوجود
أَفرأَيتَ مَيتًا يحلم
فَلا شيء في الموتى سِوى الموت
هَرمتُ يا سيدي الواقع مِن واقعٍ لَا يراني
يجدني ذلكَ الشيء اللامرئي وَالثقوب
إِني هَضبةٌ لا أَشهقُ باليباس
بَل أُلامِس سقفَ العُلى
إئذن لي بالحُلم
وإِن كنتُ مُقيدة في الدُجى
فَما وَجلي من العتمةِ
بل رَهبتي من إِدمانِ العبث والفراغِ وَالندم
ائذن لي بِالبوحِ
فَطموحي سَقفٌ للخائفين مِن الليل
لا تَقلْ أني ناقِصة عاجزة
فإنَ أبي آدم وأمي حواء
لي جَسدٌ
لي روح
لي مِسكٌ طَاهِرٌ عَفيفٌ يَنطق
لا تقلْ لكِ أعينٌ جريئة
فالأعين الحَالمة جَاحظة
سُهادِها قلم وَريشة
قَلبها ريحانٌ عوده لا يبتل
روحها صغيرة وعقلها سَليم
سيدي الوَاقع
دَعْ عنكَ النقدَ للنقدِ
فَإن حديثي مع الله كثير
وَقوتي مِن إسمه
سيدي الواقع
لا بئسَ مِن الخوفِ
فَلا يُهرِولُ الخوف إِلا إِذا كانَ مُحبًا النضوج
ولا يكونُ الخوف إِثمًا إلا إِذا كانَ جبانًا.

إقرأ أيضا:انهض ،بقلم:وفاء مصطفى البطوش

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
كيفية تنظيف السيراميك من بويا الطلاء
التالي
ليلة في الحجر، بقلم الكاتبة: إسراء يوسف مصري

اترك تعليقاً