مقالات ونصوص متنوعة

أنا فارغ، بقلم :خليل مجدي البلبيسي “نصوص نثرية”

أنا فارغٌ مِنْ الدّاخِل .. لَمْ أعُد أثِق أنَ هُنآك أمَلْ

لَم أعد أؤمِن بِالنّورْ ولا بالأشخاص الطَيّبينْ،

لَقَدْ صَنعتُ عالمٍ خاصٌ بي وَحدي، عالمٌ أسوَد مَليئٌ بِالظلامْ
عالمٌ مليئٌ بالاضطِّراب والكئآبة،

عالمي هذا لَم أضَعْ فيه أيَّ قآنون،
فأنا أقيم جَنآئِزُ حَفَلاتُ زِفآفْ، وحَفَلاتُ وِدآعٌ إلىٓ ما تَحْتُ التُرابْ،

أقيمُ بِه عاداتي وتَقآليدي بَعضٌ مِنهآ الإسٰتِماعْ إلى الموسيقى الكَئيبةَ وأحتَسي النبيذُ المُعَتّقْ وأتَعاطى بعض المُهَدِئاتْ.

هذه الأشيآء سَيِّئة لَكُم وَجِّيدةٌ جِداً لِي،

أنا مَنْ صَنعْتُ عالمي وأنا الَّذي وَقفتُ بَعد أن رَميتُموني في أحضانُ الحُزنِ واليأسْ.

أنا الذي كَسرتُموني فَصعنتُ مِن فُتاتي هذا عالمٌ غَريبٌ عليكم
صَنعتُ عالمٌ يَليقُ بِعذابِكُم وأستَمتِع بِه لِصُراخٰ حُنجَراتِكُم اللعينة

سَأقودُكم لِلعذابْ خطوةٌ تِلوَ الأُخرى،

لَقد تناسيتُ مَحاسِني وَجَمالُ لُطفي من هولِ أفعالِكُم .

أنا أثِق بأن الرّب سَيُسامِحَني عَلى ما سَأفعَلْ.

لَقَدّ رَمَيتُموني على طرَفِ الرّصيفْ كَقِطعَةُ خُبزٍ يابسةً مُزرّقةُ اللّون……. لا تَخَف أيّها الرَصيفْ فهذا الضَجيج صَوتُ خَطَوآتي فَقط.

أسرَفتُ في التَدخينْ حَتى أُصِبتُ بسرطان اللاوعي.

عالَمكُم لا يَليقُ بي وعالمي لا يَليقُ بِكُمْ.

لَكُم عالمُكُم ولِيَ عالمي.

أنا أنتُم وأنتُم. لستم أنا……. أنا من أقودُكمْ إلى حَيثُ أريد ولا يُمكِن لأحَد أن يقودَني ألى أي زآوية.

إقرأ أيضا:إلى الفراشة و بقلم : راما مالك المحاسنة “نصوص نثرية”

أنا اللامتناهي أنا الشّيئُ مِن لا شيئ .

أنآ صَوتُ الغُراب الذي تَهابونَه وأنتُمْ مُجرّد أغنِيةُ لُعبةٍ صَغيرة.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
لحن المستقبل، بقلم : ولاء خزنة كاتبي “نصوص نثرية”
التالي
على حافة الهاوية، بقلم : هديل أحمد وراسنة

اترك تعليقاً