مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بعنوان سِرادِبُ قلبي بقلم لين إرشيد

أخبرتُه ذات مرة أنّه لا يلفتُني الحبّ المهمّش، ولا أعول على علاقة يغلّفها الخوف، حتّى وإن كانَ فؤادنا عظيمًا، لا أودّ رؤيته ينمو في الظّلام، يشدّني الولعُ المتّوهج، وتُغمرني قصصُ الحبّ العتيقة ومغامرات العاشقين..
وأيقنتُ أنّه يُحبني حَدّ الجنون حينما رأيتُهُ يسقي شجرة حُبّنا بماءِ الحُروف التي قُلتها لَهُ أول مَرة، أذهبُ إليه مُمتلئة بالحُزن وأُفرغه كُله على كتفهِ، فيبتسمُ ابتسامتُه التي تُنسيني عثرات الحياة.
عيناهُ تِلك قَتلتني، لا يكفيهما حِبر العالم بأكمله لوصفهما، فواللهِ أنّي أمام عينيه أنهيتُ اختياري ولملمتُ شتاتي وأضعتُ أخباري..
غارقةٌ أنا، في حُسن وجههِ، لا زِلتُ سارحة بِتلك العينين وذاك الشَعرُ المسود، حائرة بين شفتيه وكلمات حُبِّهِ وعروق يديه، مُحتضنة لطيفه ولرائحته، مُستوطنه لِفكره، ولا مَجال ليَ بالنوم إلا بين أضلعه، أفي مِثل جماله جمال أم أنّ عيني لا ترى غيره؟ أيحرم الحُبّ إن كان بين يديه؟
عِندما يكون بِجانبي تَخَرج حُروفي الأسيرة، الوقت يَمرّ كَلمح البَصر حتى أسرَعُ من ذلك، كَلماتُه تَعيش بِداخلي كأنَّنِي مَوطِنها، وكأنّ حُبّه فراشة تأخذ بِروحي نَحو السماء، أخبِرني كَيفَ يُمكن لهذا القلب الضَئيل أن يَحمل كمًا هائلاً مِن الشوق والحُبّ في ثَناياهِ ولا يَنفجر؟
فيَا جَميل العَينين، لا تُحارب بناظريكَ فُؤداي فَهُنّ ضَعيفين يَهزمان أقوياءِ، إذا لَمحتْ عينايَ جَمالك آتٍ، سَكِرت روحي دون الشرابِ، وَرُبط لِساني، وغُلّقت على فميَ الأبوابِ، فَواللهِ لأذهبنّ من الدنيا وحُبّكِ ما زال بين جوانحي، أُحبّكِ حُبًّا لو يَفيض على الخلق لمات الخلق من شداده، جَمال عيناك جارحًا دون أن تُبالي.
يا مرفأ روحيَ الآمن، فَليحتضن كَفك كفي إلى الأبد، وإن كَلّف الأمر تَمزيق تِلك الشرايين الممتلئة بدم يَسري به حُبّك، لنِرقصُ سويًا، وَلا بأس بفَقد الذاكرة لقليل من الوقت، ونَدع العالم لنَصلَ إلى عَنان السماء حَيث لا يُوجد سوى أنا وأنتَ وقَليل مِن الموسيقى، كَثير مِن الأحلام، وواحد منك، فأنا أحتاجُ إليك يا ضُوء عيني وسنيني، يا مَن سَلبتَ فؤادي، فماذا أبقيتَ فيني؟ غَيرَ جُرح بكى عليكَ فيبكيني، وإنْ ضاقت عليك الدُنيا فَلا تُناجيني، فلا أُحبّ رؤية الحُزن بأعيُن حبيبي، أُريد أن تَرى النُعاس كَيف يُجافيني! والدَمع يَملأ عينيّ فكِدتُ أُصبح كالكفيف..
يا حَبيبي أُريد أن أموت بِحضنك وإن ضاقت سنيني!
يا حبيبي فلنُحبّ بَعضنا وبحبّنا نعتصم، ونصرف تلك المواجد، لئلا يُصيبنا الثكل، لأكتبَ لَك شعرًا أيّها الأدعج. يا أسير عيني، عيناي بعدك لم تلتفت لأحد، ففقدت حينها البصيرة، يا شاغل فكري، كُلّ تفاصيلك في شريط الذكريات مصونة، ونسائم رائحتك مِن جوارحي تأبى الخُروج، لربّما أهنفُ فدَعني أرتمي بحضنك، فالأيّام أصبحت مريرة، وأنا صَبري قليل، اشدُد على راحتي، وضمّد جراحي فلا غيرك هذا الألم يُزيل. قُل فما الحروف تسقطُ مِن فمك إلاّ كالقصيدة، خُذ بطيفي أريد الغناء لعينيك تحت الودق بصوتي الرنان. يا حبيبي، خُذني إليك بأعوام من المكامعة، ففؤداي سوى ألحان حبّك لا يعزف..

إقرأ أيضا:خطبة جمعة عن حب الوطن – موضوع عن حب الوطن

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
اجمل رسالة حب لزوجي
التالي
إخضاع البؤس، بقلم:رحيم عباس “نص نثري”

اترك تعليقاً