منوعات أدبية

إخضاع البؤس، بقلم:رحيم عباس “نص نثري”

لِنلعب لعبةً يا شمس
لتختبئي وأبحثُ عنكِ
لا تظهري حتى أجدكِ
ولنّْ أجدكِ
لأني أريدُ ليلاً طويل
يكفي لأسلخ فيهِ ما كسا روحي
كي أعصِرَ قلبي حسرةً وندم
أملأُ كأساً يُثمِلُني
لا أجيدُ الثمالة إلا في الليل
سأنفخُ وجعي في النايّ
ليُدَثِّرَ الأرض ثم يندثر في السماء
وأراقِبُ روحي ترقصُ مع أطياف الماضي
رقصة الخراب الجميل
فما عاد في الديارِ رَغَدٌ
ولا آملٌ يجمعُ أشلائي
أضع الذكريات في دلوِ الليل
وأطوفُ حولهُ حتى الخدر
يبتلُ جسدي بعرقِ الحنين
رائحته صاخبة
تؤلمُ رأسي المرمي على الطاولة
لم أعد أشتهي نوماً يُلهيني
عن ندمٍ يؤرقني
لنّْ أهرب بعد الآن
إذاً ماذا عن الحُبّْ؟
أليسَ قلبي يُتقنُ الغوص في بحره
ويقدرُ على إيجازهِ في النبضات
هل يشتهيني؟
أنا لا أشتهيه
فلا أقسى مِنهُ على قلوبٍ تُتقِنُه وحيدة
أريدُ سلخ الحُبّ عن قلبي
أريد ليلاً لا تشرقُ بعدهُ شمس
فأسلخُ وأثملُ وأنفخُ وأرقصُ وأطوف
حتى تُعانِقَ روحي السماء.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بعنوان سِرادِبُ قلبي بقلم لين إرشيد
التالي
يا عاذلاً، بقلم: آمنة علي، “نص نثري”

اترك تعليقاً