مقالات ونصوص متنوعة

خاطرة بقلم زكرياء الحداد (نص نثري )

عنوان النص: خلق الإسلام..
خلق الإسلام..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
“إن لكل دين خلقا، وخلق الإسلام الحياء”
لا يخفى عن الجميع ما عرفت به الديانة اليهودية من الصرامة، والديانة المسيحية من السماحة، فكما عرف هذان الإثنين بخلق معين، كان الحياء هو خلق الإسلام، ووجب على كل مسلم أن يتمثل هذا الخلق في حياته.
فالحياء بمثابة العنصر النبيل في كل عمل، وهو شعبة من شعب الإيمان، بل هو والإيمان قرناء كما في الحديث
“الحياء والإيمان قرناء جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر”
ومن لا حياء فيه فهو ذليل يمقته الناس وتنفر منه وتتحاشى المجالس الذي يتحدث فيها، وتجده عابسا مبغضا لكل أمر، يكثر الكلام البذيء ولا يتحدث إلا غيبة أو نميمة، متجرئا على حرمات الناس وحرمات الله عز وجل، عكس الشخص الذي يتخلق بخلق الحياء، فتجده قليل الكلام متسامحا، يخاف الله عز وجل فلا يتبع عورات الناس ولا ينتقص من أحد حتى نفسه، وتراه مطمئنا آمنا يتمتع بهالة كبيرة من الأمل والسعادة، يستحضر مراقبة الله عز وجل في كل أمر، مكثرا من التواضع.

وبهذا الصدد يجب أن نحسن التفريق بين الخجل والحياء فليس كل خجل محمود، بل هناك خجل مذموم، مثل الخجل من الدفاع عن حقك الشخصي، أو الخجل من مقارعة أهل البطل وبيان انحراف عقائدهم وغيره من أنواع الخجل في غير موطنه، بينما الحياء كله خير.

إقرأ أيضا:إنه عالمك، بقلم : نادين عبد الله الحوامدة ” نصوص نثرية ”

فمن تحلى وتخلق بصفة الحياء فقد ارتقى في درجات الإيمان، وعرف بين الناس بالصلاح والنقاء والخوف من الله، ومن كان الفحش خلقه هوى في درجات الشقاء حتى يخرج من ريقة الإسلام، وعرف بين الناس بسوء سيرته وخبث أفعاله وأذى لسانه، والتجرؤ على حدود الله عز وجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم الحياء.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
خاطرة بقلم سدن خالد المحسيري
التالي
نص نثري بقلم ماريا عادل ورده

اترك تعليقاً