Funny

نص نثري بقلم خديجة العدوان

تستيقظ لنحيا.

تصـحو أُمي كُل ليـلةٍ
لِتزيح الجاثوم
من على وجوهنا
قلبها هو من أخبرها
واستشعر_الفزع_ المتفاعل
في أذهاننا، وصراخنا
إلى حد الصدى والصمت

تصحو أمي
لنقتات على وجهها الأبيض،
ومحاولة غنائها بصوتٍ بهيٍّ،
لتستفيق ذرات شغفنا بعزمٍ
وقوةٍ والعديد من الرِّقةِ..

تصحو أمي كل صباحٍ
لتنافس المطابخ برائحتها
المحملة بالسكر والنعناع
وبدور السكاكين تقف خائفةً
بما تشكل لها من خطـرٍ
بقطع ما يلتصق بنا من أذى ..
تتوضأ، ليشرع النور في بيوتنا
فالصبح أمي، وكم صبحٍُ قد خُبأ
في الأرفف قبل إعـلان مجيئها

تصحو أمي، وهي لم تنم
إلا عند بزوغ الفجر الأول
بالحاح الدعاء، ومناجاة الربّ
بأن تزهر حياتنا، وتعمل بهمةً مغلفة
أوراق العنبِ كمن يلف طفله
نحو حضنه لأول مرة..

تصحو أمي، سائرةٌ على جهودها
حاملة على أكتافها طهيّ لذيذ
وشطفٌ كثيف، وبخورًا قد عُتق
تصحو، وهي محملة بقبل عارمة
فوق جبينيّ، وعلى كلا وجنتاي..

تصحو أمي، لكونها جدةً
تمارس طبطبة اللطف
على أحفادها، بتحايا عظيمةً
وقصائد قديمةٌ كانت قد
حفظتها من أم كانت لها جليلةً..
تصحو، وهي تفرغ من ثغرات
لبها مواقفًا ذاقتها ولم تحاديها حلاوةً..

إقرأ أيضا:نص نثري بقلم ياسمين وفاء

تصحو أمي، لكونها أمٌّ
لتحيي شعوبًا، بقلبٍ طري
فنحن أطفالًا إلى حين تستيقظ أمهاتنا

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نض نثري بقلم خديجة العدوان
التالي
نص نثري بقلم هيبة حساني

اترك تعليقاً