Funny

نص نثري بقلم هيبة حساني

ثرثرة القلوب
عندما تسقط على رأسك في مرحلة ما من الحياة سيوجعك ذلك، وكل حواسك تشعر بالألم، فالسقوط ليس بالأمر الهين إطلاقا فبعدها ستدخل في دوامة بين الكثير من الأمور التي ترهق روحك لكن لافائدة منها فالفأس سقط على الرأس، تنظر إلى نفسك هنيهة وتبدأ بلومها وترهق تفكيرك بجعل نفسك مذنب. تسير الأمور هكذا إلى غاية ما تنسى أنك سقطت لأن الإنسان بطبعه ينسى لكن الكدمات تخف والجرح يبقى لا يشفى هذا هو واقعنا .
نهتم بالأناس الخطأ ؛نشعر بالأمان معهم نستمتع بأحاديثهم، وإلى طريقة كلامهم، لبريق عيونهم، و إلى خوفهم علينا نحس بأن العالم ملك لنا ونستمر في فعل ذلك ونحن لا ندري بما سيحصل لنا فيما بعد، عندما يغيب ذلك الشخص في لحظة ما وبدون إخبارك، يأتيك شعور غريب بأنه حدث أمر سيء له ،لكن في الحقيقة هل حصل أمر ما أو عاطفتنا هي من تجبرنا على تصديق ذلك !.
تطرح في مخيلاتنا أفكار بشعة في حق من غاب ونسبق الأعذار، لنركن جانبا قليلا ونفكر في الأمر جليا ، لا يوجد عذر لمن ذهب فهو حتما لقى راحته و إحتياجه مع شخص آخر فعلا .
لا نسمع الهراءات لتصديقها بل لتوعيتنا بأن القادم أعظم.
لا نترك أحد يحبنا …يخاف علينا…يرهقه تعبنا …يجعل من مخاوف الدنيا وشوكها طريقا ممهدا للسير ، فلا خوف علينا حينها لكن يجب أن نعلم “مع من نكون ” هذه الكلمة بسيطة قولا لكن كبيرة إلى حد ما في الفعل، إختيار الشخص الصح لا يأتي بسهولة ولا بتمني ذلك، وكأنها لعبة حظ لكن لا علاقة بالحظ هذه المرة بل هو القدر ،فقدرنا مكتوب قبل أن نلد ،عندما نلتقي بالشخص المناسب نقول عنه أنه “مثالي”، فهو فعلا كذلك بالرغم أنه لايوجد شخصا مثالي في هذه الحياة؛ مثالي لأنه جعل من كفيه حماية لنا …ومن حضنه دفئا …ومن قلبه ملجئ ومأمن
… ومن عينيه بحرا لنغوص بحبنا ونبحر إلى أعمق بحار الحب …
من يحب يختلق الأحاديث فقط لمحادثتنا ،التحدث معه طيلة الساعات بدون ملل ،الحب هو أن تجد شخصا يفهم حزنك و وجعك دون تكلم فقط من لمعة عينك يقف بجانبك حتى وإن كانت الحياة ضدكم ،يسندك بالرغم من عادات وتقاليد مجتمعكم ،وكأنه معجزة بعثها الله لك لتعويضك ألم الفقدان، وألم الخذلان .
هناك من يطلق عن أحاديث الحب بثرثرة القلوب ولا فائدة منها لكن عندما تجتمع بحكمة العقول تنقلب الموازين…

إقرأ أيضا:نص نثري بقلم ياسمين وفاء

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم خديجة العدوان
التالي
نص نثري بقلم الكاتبة رجعة عاشور البرعصي

اترك تعليقاً