خاطرة

(ما بين الحلم و الواقع) بقلم سجى حمدان الشحادات

(ما بين الحلم و الواقع)

قرار واحد، سيغيّر مجرى حياتك إلى الأبد، عظيم كان أم بسيط………..كيف لكلمة من حرفين أن تفعل هذا كله، كيف لجملة بمعنى الرفض، أن تهديك سعادة كهذه، كيف للثانية أن تعطيك أملًا هكذا، كيف للأيام أن تعوّضك عن كل ما مضى؟

كبشر، نحتاج أحيانًا حضنًا بأذنين يسمعنا، و له عينان تمدنا نورًا، نحتاج قلمًا يفهمنا، يترجم مشاعرنا حروفًا و يبكيها نقطًا على قلب أبيض ليحمل بعض ما حملنا من سنين.

عشرينيّون نحن بقلبٍ ستينيّ، بمشاعر مراهق يختفي عن الأنظار لوهلة، ليستمتع بخيال مزجه في رأسه منذ سنين، ظنًّا منه أن غدًا قريب.

و الحب؟…….
…..إنه موجود، موجود، في كأس زجاجية تجده، شفافة لا لون لها تسرّ الناظرين ، أو في سيجارة مظلوم لا يريد إشعالها لأنها كانت يومًا أروع ذكرياته ، لربما تجده في شارع مهجور في زواياه تنسج العنكبوت بيتًا لها، و في آخره شجرة سلبت حريتها، فقطّعوا أغصانها خوفًا من أن تمزّق أحشاء نسمة ليست ملكًا لهم.

البعض منا جميل قبّحته الظروف، و فينا القبيح الذي جمّلته كلماته اللامفهومة لمجرّد أنّها تخرج مع ابتسامة صفراء قلّة من يفهمها، كبيرنا صغير و طفلنا عجوز، لم تكن أيّامنا الماضية بردًا ولا سلامًا، بل حربًا و ظلامًا، أصبح من الغريب أن تنام بلا ألم أو أذى، هو اختبارٌ ليس بدائم، فترته الزمنية “ما بين الحلم و الواقع”، حلم قصير و واقع مرير، ألاعيب الحياة لم تنتهِ بعد، لكنّها لن تدوم، شعرت بذلك في صلاتي، طمأنينة تحيط بي، و لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرًا، أمر عظيم، يخرجنا من الظلمات إلى النور، من الأسود إلى الأبيض، من الشرّ إلى الخير، وما في القلب لا يعلمه إلا الله، و هو الغفور ذو الرحمة.

إقرأ أيضا:حائرة في أعماق الهوا بقلم ميس عزام عالية

الاسم: سجى حمدان الشحادات.
البلد: الأردن

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
فوقَ الخيال،بقلم:مايا أسامة كوسا ، نص نثري
التالي
أنا مُنذُ وبعدَ حين!

اترك تعليقاً