جمالٌ يوسفي
يَجلِسُ أمامي كالعادة ولا يَكمُنُ صباحهُ إلا بقراءةِ صَحيفتِه واحتِساء قَهوَتِه، أما أنا فَهو صَحِيفتي وَصباحِي، مَوطِني ومَلجأي، لا كَلَل ولا مَلل مَهما اطَلتُ النَظر إليه كأن وجَهَهُ يَغزِلُ ألحاناً تُشبِهِ ألحانَ فَيرُوز تَجذِبُني فِي كُلِ مَرةٍ من شِدة جَمالها، فِي كُل مَرةٍ أنظُرُ إليه أشعُر بالأمان ويكأنني أُخبئ رُوحي تَحتَ أهدابِ عَينيه، أبسَطُ التَفاصيل تُرهِقُني، تِلكَ الملابسُ الأنيقة، رائحةُ العُطر التي تَعمُ المكَان، ذاك الشَعر شَديدُ السواد، تِلك العَينين جَميلةٌ بِشَكلٍ كَارثي، مَلامح ذَاك الوَجُه اليُوسفي لا تُفارقُ مُقلتي تَكادُ تَقوُدني الى الجَنون، صَوتَهُ كَفيلاً بِتَقبيلِ قلبي واستِكانة الضُلوع، نَظرَته تُشتِتُني، ابتَسامتهُ البَلهاء اصابَتني بِلعنة، لا استَطيعُ التَفوه بإي كَلمة وكأن فَمي غُلّقت عليه الأبواب، وَعقلي يُردد يا هذا: كَفاكَ تَمادياً بالجَمال فواللهِ قَلبي مِن ضِيائك تَبعَثر، دَع تِلك الصَحيفة كُن شُجاعاً وانظر الى لَمعةَ عَيناي لِتعلمَ أنني بِمُحيطِ حُبكَ غارقة….!
Comments
0 comments