مقالات ونصوص متنوعة

لم يلاحظ احداً، بقلم: إيمان عاطف رزق

لم يلاحظ احداً من عائلتي أو أصدقائي أنني متعب

و لا استطيع تجاوز تلك الأيام،

لم يلاحظ احداً كل ذلك الكتمان الذي يسكن بداخلي،

لم يروا كيف انا اتحطم يومياً و لا اظهر لهم كل ذلك..

هذا الوقت الذي أتذكر فيه كل ما يؤلمني، الآن أشعر بالوحدة و الحزن ؛

أعرف إنني أتغير،

أصبحت أكثر هدوءً من ذي قبل،

أتجنب المناقشات وكلمات اللوم والعتاب،

أشعر بـ الملل من المحادثات الطويلة،

لا أطيق التحدث في الهاتف،

لا أعبر عما أشعر بـة لأي شخص مهما كنت غاضب،

حزين ومحطم، أصبحت أكثر عقلانية،

أفكر كثيرًا قبل أتخاذ قرار واحد،

انا الذي كنت لا أجيد التخلي تحولت لشخص يعرف كيف يرحل، كيف يترك ويتخلى عن الأشياء المؤلمة المؤذية دون أن يهتم لرغبة قلبه في بقائها، أضع مسافة آمنة بيني وبين الجميع فلا أستطيع أن أغرق او أتشبث تمامًا في أي شخص، أومن أن لا أحد يبقى لأحد، وأومن انني لست مجبرًا على ان أكون مناسبًا لأحد، أعرف إنني أتحول تدريجيًا لشخص أخر لا يشبهني ..في اليوم الذي ولدت فيه، وبدلاً من أن يضعوني على سرير، تم وضعي في متاهة!

إقرأ أيضا:رجل لا يليق به الحب، بقلم : مجدولين فايز كلوب ” نصوص نثرية ”

وحتى وقد مر كل هذا الوقت وكبرت أنا في هذا الضياع، كنت لاأزال أبحث عن طريق،

منذ ذلك اليوم لم يعثر علي أحد ولم أعثر أنا على أحد، وكل الذين أحببتهم كانوا خيالات اخترعها عقلي لتجنب الوحدة،

لذا أنا لم أعرف أحدًا،

ولم أخسر أحدًا،

لقد كانوا أمراضًا،

وقد شفيت!!

أبدو سعيداً خارجياً ، ولكن في داخلي شيءٌ يقتات عليّ. هاجس ، قلق ، أحلام أو قلة نوم.

شجن ، لا مبالاة ، رغبة بالحياة ، وفي اللحظة التي تليها ، رغبةٌ بالموت: نوعٌ من السلام الحلو ، نوعٌ من الخدر ، الشرود ، وأحياناً تقلقني ذكرياتٌ قاطعة. إن عقلي حامض ، مر ، ملح ،

يهزني خليط مشاعر قبيحٌ لا متجانس!!!

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
هوسُ الحبْ، بقلم:أروى مالك ابراهيم، نص نثري،
التالي
جمال يوسفي بقلم لين ارشيد

اترك تعليقاً