مقالات ونصوص متنوعة

بقلم عامر عماد

أمَا وأنّي قد مررت بعامٍ ليس كمثلهِ، كان عاماً مليئاً بالتعب والأرهاصات، والكثير الكثير من الغدر والخذلان وقلّة الحيلة..
رأيت في عامي هذا كيف أنّه وبطرفة عين قد تتبدّل الأحوال من حال إلى حال، ثمّ أنّي رأيت كيف يُخذل المرء من أولئك الذين كان يعدّهم كجدران المنزل، أولئك الذين كان يتوسّم بهم خيراً، وتعلمت كيف يكون لزاماً على المرء أن لا يمنح أحدهم أماناً مطلقاً..
في عامي هذا رأيت كيف يخذل الصديق صديقه، ورأيت كيف يترك الصديق جرحاً قاسٍ في روح أخيه، ثمّ يغادر دون أن يعتذر أو حتى يلتفت إليه..
في عامي هذا رأيت كيف أنّه قد يحدث أن يسلك المرء منّا طريقاً لا يرتجيه لنفسه، ولا يرتجيه له أحد،
أن يسلك طريقاً يعرف حق المعرفة بأن ملائكة الموت ستستقبله عند بداية الطريق، حتى قبل أن يخطو فيه،
يحدث أن يعرف قبل أن يمضي به بأنه وإن سقط لن ينتشله أحد من رحم السقوط، ولكنّي تعلّمت كيف أنه لزاماً على المرء أن ينتشل نفسه بنفسه من رحم السقوط حال سقوطه..
وبالرغم من أيّ شيء قد مررت به ومّر عليّ إلّا أنّي ما هلكت لأيّ شيئ بقدر ما هلكت لها، بالرغم من كلّ شيء إلّا أنّ رحيلها كان ما يسيطر عليّ..
ثمّ أن هذا العام سَلبَ مني جميع ما أحلم به وما أطمح إليه، وأمَا أنّي ما بقيت على أيّ طموح إلّا أن يصل كتابي إليها ولا شيء آخر..
وبعد كلّ شيء تعلّمت أنّه لا ملجأ لنا إلّا الله حين تضيق الأرض بما رحبت، وأناّ وبما رحمةٍ من الله لهلكنا واختفى أثرنا..
وبعد أيّ شيء نسألك يا الله أن ترحمنا وتردّنا إليك ردّاً جميلاً، ونسألك أن لا تقبضنا إليك إلّا وأنت راضٍ عنّا..

إقرأ أيضا:كتاب صمت الرحيل

#عامر_عماد

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
بقلم غيداء القرالة
التالي
مخاض بقلم ماريا كمال هديب

اترك تعليقاً