معركة الحياة
هَا قَدْ بَدَا يُومِئ مِنْ جَدِيدٍ لِافتح عَيْنَاي فَلَا أَرَى سِوَى الظَّلَام حَتَّى نَوَّرَ الشَّمْسِ الَّذِي يضيئ الْكَوْنِ لَمْ يَسْتَطِيع إِنارَة حَيَاتِي . لَقَد تَعِب قَلْبِي فَهُوَ لَا يضخ الدَّمُ إلَى أَعْضَائِي بَل يضخ الْأَلَم ليعبر عَنْ مَا هُوَ بِهِ مِنْ أَلَمٍ كَمَا يُعَبَّرُ حَبْر أَقْلَامِي عَنْ مَا أَشْعَرَ بِهِ . قَدَمَاي لَمْ يَعُدْ بمقدورهما إكْمَال الطَّرِيق لَقَد خذلتني اقدامي الَّتِي فِي الْبِدَايَةِ سَارَت بِسُرْعَة الرِّيح لتتعثر وَتَسْقُط وَلَرُبَّمَا الْبِدَايَات دائماً جَمِيلَة لَكِنَّهَا بِالْفِعْل تجمّلت لتشعرني بِجَمَالِهَا وَفِي مُنْتَصَفِ الطَّرِيقِ تَخْتَفِي الابتسامات وتتلاشى الْأَلْوَانُ مِنْ حَوْلِي لَقَد كَشَفَت أَمَر النِّهَايَة لَكِنْ هَلْ أَعُود أَم اسْتَمَرّ لالقى حدفي فِي هَاوِيَةٍ نِهَايَةُ هَذَا الطَّرِيقِ . إلَّا آيَتِهَا الْحَيَاة تُسرِين نَفْسِك بتحطمي مَا زِلْت فتاةً ذَات السَّبْعَةَ عَشَرَ عاماً أَنْ رَقَّمَ عُمْرِي صَغِيرٌ لَكِن بِفَضْلِك آيَتِهَا الْحَيَاة جعلتي أَلَم عُمْرِي كَبِيرٌ أَوَلَم ترأفي أَوَلَم تَحْزَنِي بانهيار طفلةٍ كَانَ أَكْبَرُ احلامها أَنْ تَعِيشَ طفولتها لَم أَرَى حَدِيقَة الْحَيَاة الْمُلَوَّنَة رَأَيْت زَاوِيَة بَقِيَت فِيهَا سَبْعَةَ عَشَرَ عاماً زَاوِيَة فِي وَسَطِ الظَّلَام زَاوِيَة رَطْبَةً مِنْ دُمُوعِي زَاوِيَة قصفتها صرخاتي زَاوِيَة تَأَكَّلَت مِنْ أمْلاحٍ دُمُوعِي زَاوِيَة كَادَتْ أَنْ تَسْقُطَ عَلَى رَأْسِي مِنْ شِدَّةِ عَصْف أنفاسي . أَوَلَم تشعري بِأَن خَصْمَك أَصْبَح إنساناً مظلماً بارداً بِلَا احاسيس هَا أَنَا آيَتِهَا الْحَيَاة أَقِف أَمَامَك لأريك خسارتي لاصفق لَك فجعلتي أَكْبَر أَحْلاَمِي الْعُزْلَة فِي زاويتي الْبَارِدَة الَّتِي لَمْ تُعْطِيَنِي غَيْرِهَا وَلَمْ تسمحي لِي بِأَنْ أَكْمَل بِنَائِهَا لَقَد فزتي فِي حربك ووصلتي إلَى مُنَاك فَأَنَا أَرْمِي بسلاحي وَانْتَظَر آخَر هجماتك وَاطْلُب مِنْك طَلَب الضَّعِيف اجعلي هجمتك الْأَخِيرَة هجمةً قَاضِيَةٌ لَمْ يَعُدْ لِي أملاً فِي الْعَيْشِ لَا تبقيني فِي دَوَامَه الْأَلَم فَقَد التهمتي مِنِّي كُلِّيٌّ وَإِلَى اللِّقَاء أَوْه اعْتَذَر لَنْ يَكُونَ هُنَاكَ لِقَاء فَأَنَا لَنْ أَعُودَ لمقاومتك آيَتِهَا الْحَيَاة فأنتي الفائزة وبورك لَك فوزك وبورك لِي أَلَمِي وهزيمتي .
إقرأ أيضا:سأعود ، بقلم : هدى هشام النعسانهديل عواد الزبن
Comments
0 comments