مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم لينا عماد هلاله

عشرون نوفمبر
الساعة الخامسةِ فجرًا
قطرات المطر تهاجم النافدة
الرعد يعلن بدايته
إنقطع الحبل الذي يوصلها بأمها أوشكت على السقوط أرضاً لكن أباها تلقفها قبل سقوطها بثوانٍ حملها على أكتافه كان وجهاها أزرقًا أجفل شاحباً
لم تكف والدتها عن الصراخ لشدة الألم فقدت طاقتها الجسدية
إعتراها الخوف والضعف كان مزاجها جوفاً معكرًا
ولسوء الحظ كانت تلك الطفلة تملك أمراضًا كثيرة كانت والدتها تبكي وتتقطع من داخلها خوفاً من أن تفقد طفلتها الحياة كانت عيناها ملتهبتين غريزتان جافلتان شاحبتان
الهواء سريع والجو بارد قارصاً وعند خروج تلك الطفلة من المستشفى كان الجميع يكرهونها لأنها بشعة مريضة عاجزة هكذا نحن البشر نحب الجميل ونكره ونتغافل عن البشع ، كانت الطفلة ينبع من عينيها الحب والفرح
كانت الأم تجهش بالبكاء ليلاً وصباحًا خوفاً على مستقبل طفلتها لقد تحطمت معنوياتها وتلف جسدها لم تجف عينها الجميلتان أبدًا
لم تكن الأم تتذمر بل كانت تشكر الله وهي تعلم أن الله لا يخلق أحدًا عبثاً وهباءً بل يجدهُ لحكمةْ وموعظة
أصاب تلك الأم المرض وتقمص جسدها بأكمله وذهبت إلى الفناء
وعند خروج الطفلة إلى المدرسة توفى أباها أثر سُم لم يعلم أحداً ما هو ولا حتى سببه
لم يسند ظهرها ويقف بجانبها في مأساة الحياة أحدًا
بقت تلك الطفله بالجوع والفقر والخوف لقد كانت تبلغ من العمر السابعة
في أحد أيام الشتاء القارص خرجت تلك الطفلة من المنزل وهي تشعر والإستياء يعتمل في صدرها فقد
كانت لا تتحدث إلى أحد كانت نبرة صوتها أكثر حدة وصرامة
في إناء الليل وأطراف النهار يعتريها رغبةً في إستنشاق هواء أبيها أمها هما من كانا يغمرانها بالحنان والمشاعر المتبادلة
لم يكن لها أي صديقة أي حبيب أو حتى قريب
في آخر يوم من (تشرين الأول ) كان الهواء بارداً هبت ريح معلنةً إنتهاء الخريف غمرها القمر بوهج شعاع دافئ فعند نضوج تلك الفتاة قليلاً
كانت لها رأي إنسانةٍ قوية تتمتع بالصبر
تتملكها الحكمة التواضع الكرم العرفانية والشعور الدائم بالرضا مهما بلغت صعوباتها ومشقاتها
يا لغرابة الحياة وبشاعتها
لقد جافاني النوم
أيتها الدنيا بألمك وقهرك
هل ستتعرفي على نفسي غدًا عندما تريني
حسناً
لنلتقي!

إقرأ أيضا:قصة يوسف مع زوجة العزيز

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم لينا عماد هلاله
التالي

اترك تعليقاً