مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم صفاء مصطفى البطوش

الاردن
خاطرة

من أنتِ!

أنا التي لا تحتار بقلوب الناس، لا يهمها غياب أحد، فقدت شعور الاشتياق منذ رحيل شخصا من حياتي دون وداع، بداية الأمر كان صعباً للغاية، لكن بالنهاية أيقنت أن لا أحد يدوم.

أنا التي تلعب مع الحياة دون الاهتمام للنتيجة، فأنا كحجرة النرد أخسر كرة واربح كرة، أسير مع الحظ والحظ غدار لكنني لا اكترث، لا أشعر بجمال يومي إلا بنهايته، كأن الحياة انتهت بالنسبة لي، لكننها لا تنهتي تعود ثاني يوم بإشراقة الشمس، فأموت حيا من جديد.

أنا إنسان لا تهمني المظاهر ولا أحب النفاق، ولا أتصنع بالوجوه، ولا ابتسم رغم أحزاني كالناس، بل اضحك بصوت عالي بوجه أعدائي لكي لا يروا أوجاعي، أتصدق أن حروباً تدور بداخلي منذ زمن، و أن خلف صمتي هذا حرباً تخترق ممرات عقلي كل ليلة، وأن خلف كل ضحكة عالية اتصنع إطلاقها غصة تميتني كل ليلة؟!

فأنا مريض بالتفكير، فهوسه ليس له علاج، حتى عندما أنام احلم بما أفكر، مشتت ثابت بآن واحد، فأنا مكتفئ وافقد كالكمان احتاج كتف اتكئ عليه.

توقفت من أن أكون الشخص الذي يبذل ما بوسعه ليبقى كل شيء بأفضل حال، وسئمت من أن أصلح كل الخدوش حولي وما بداخلي معمر بالخراب.

إقرأ أيضا:ماسك الفراولة للتخلص من الرؤوس السوداء

فأنا المغرور والمسالم، الحي والميت، المكتفئ والفاقد، المتششت والثابت، الصغير والكبير، الصديق والعدو، الصاحب والساحب،انا كل شيء لكنني دائما قوي.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم ريحان ميلاد رمضان
التالي
خاطرة بقلم ميسم إحميدة الفرجاني.

اترك تعليقاً