مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم تقى ركان الزعبي

لقد قرأتُ الكثيرَ من القصصِ والروايات ، وشاهدتُ الكثيرَ من المسلسلات ، فتعلّمتُ منها كل ردودَ أفعالَ النّاسِ في المواقفِ الصعبةِ والحزينةِ والجيدةِ ، وأنَّ لكلِّ تصرفٍ يصدرُ عنّا فيهِ حكمةٌ خفيةٌ وإن كانَ في ظاهرهِ السوءُ والشقاء ؛ فنتعلّمُ منها ونكتسبُ الخبراتِ الكثيرة ، لا أعلمُ لما هي حياتي سيئة حقًّا معَ أنَّ كلَّ ما أريدُهُ لديّ ، لستُ أقولُ بأنَّه شعورُ النّقصِ ولكن أظنُّه الفراغ ، فإنْ أصبتَ بِهِ مهما كانتْ حياتُكَ جيدة سَتتألّمُ فيها ؛ فأنتَ تعيشُ حياتَكَ المُرفّهَة لِمن يراكَ يَظنُّكَ تملِكُ الدّنيا وما فيها ، وإن دَخلوا وِجدانَكَ أَحَسّوا بالشّفَقَةِ من هذا الداخل المؤلم ، فَيشكُرون حياتَهُم ويتركوني بشأني دونَ حسدٍ أو كره ، لكنّ النّاسَ لا تهتمُّ لما في داخلِ الانسانِ وما يخالِجُهُ من شعورٍ بالهمِّ والغم ، أستطيعُ إخبارَكُم بأنَّ حياتَنا عبارةٌ عن كتاب ، وهذا الكتابُ فيه الكثيرُ من الكتبِ ، وكل كتابٍ يشملُ قصةً مع اقتباساتٍ من القصصِ الأخرى ، إذا لم تفهموا ما أقولُ الآن سأوضّح ؛ الله تعالى وضعَنا في كتاب ، وهذا الكتابُ فيه الكثيرُ من الكتبِ والتي هيَ نحن ، فكلُّ كتابٍ يشمل قصةَ حياتنا والاقتباساتُ هي أصدقاؤنا ، فبما أن أصدقاءَنا موجودينَ في قصّتِنا فنحنُ نرى تبسيطاً صغيراً عن قصتهم ، هكذا نحنُ نعيشُ قصّتَنا إلا أنّنا لا نعرفُ نهايتها ، هل فهمتمُ الآن؟ لذا فَليتعلّمْ كل شخصٍ مما يحصلُ معهُ ولا ينظرْ إلى خارج الأمورِ بل إلى باطِنِها وما ينتجُ عنها من شعور ، في هذه الحياة إن لم تكنْ قويًّا تتقاوى الناسُ عليك ، فالنّاس بطبيعَتِها تحبُّ أن تكونَ الأفضل ممّا يجعل بعض النّاسِ إلى فعل ما يريدون بطرقٍ خاطئة غير سويّة ، فإن نظرْنا إلى جائعِ الاهتمامِ تراهُ يتنمّرُ على الضّعفاءِ ليجلِبَ الأنظارَ إليْهِ ظنًّا منهُ أنَّ الجميعَ أُعجبَ بهِ وهكذا ، في الحياة لا تهتم بِمبدأ البقاءُ للأقوى ولكن كنْ قوي ؛ فالناسُ تعيشُ على ذلك المبدأ وتدوسُ على الآخرينَ لترتفع ، لذا فقط كنْ قويًّا بقلبِكَ وعقلِكَ وروحِك.

إقرأ أيضا:تأملني جيداً، بقلم: ديالا زهدي الفقعاوي

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم أميرة صالح خليفة
التالي
نص نثري بقلم تمارا محمد السكارنة

اترك تعليقاً