مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم أميرة صالح خليفة

ذكريات الفقدان
______________

أحاولُ، نعم إنِّي أُحاول
أُقاومُ كلَّ هذه المعمعة التي تجول بخاطري.
تساؤلاتٌ كثيرةٌ تطرأُ في مخيلتي،
لِمَ في كلِّ مرةٍ أحاول النسيان أُراجع كُلّ ما حدث؟
الصُّداع لايتركني
أحسُ بالهذيان
وبالكاد أستطيعُ الوقوف.
سكونٌ يعمُ المكان يعود بي لوقتِ الحادثة.
بدأَ الخيالُ كعادته يُنشِئ لي أجواءً لاسترجاع ذكرياتي الأليمة.
حينها شعرتُ أنني كشخصٍ مقعدٍ حديثاً، متروكٍ وحده في غرفته مع كرسيه يُنظر إليه ويَنظر إلى حاله! هل يجب عليّ تقّبل الواقع وكيف وصلت إلى هنا، وإجبار وتعويد نفسي على ذلك الكرسي؟
ماذا؟
دُهشت من وهلةِ المشهد وعُدت للإستيقاظ.
يجب عليّ التّقبُل والتفادي.
أعدتُ استرجاع أفكاري ولملمتها كي لا أفقد وعيي، الذي بتُّ أرجوه بأن لايتركني في هذه اللحظات.
عاد بي الخيال مرة أخرى
كنتُ كشخصٍ خرج من عملية جد خطيرة، جاء الطبيب إليه ليخبره بأنَّه قد فقد بصره بتلك الحادثة
وأعطوهُ عصًا عِوضًا عن عينيه.
هل يجب عليّ أن أعتاد على هذه العصا، أيجب أن أبقى أرى العتمة أينما ذهبت؟
إنني فقدتُ أغلى ما أملك.

إقرأ أيضا:فوائد شجرة البونسيانا

ماذا أفعل الآن هل يجب علي تقبل فقدانكَ؟
تلك حقيقةٌ لا يُمكن نكرانها، أنت لم تعد موجودًا أنتَ الآن ميتٌ وأنا على قيد هذه الحياة المليئة بالصعوبات والمخاطر، انتشلتْكَ مني كي تتركني وحيدة تائهة.
كيف سأعيشها بدونك؟ أنا ضعيفة جدًا.
لا يُمكنني أن أقف بمفردي، لا يمكنني.
وأنتَ ألم تقل كيف ستسطتيع العيش بمفردها!

عاد إليّ وعيي وأصبحتُ أتمتم وأنا أرتجف وكأن صعقةً كهربائيةً مميتة أصابتني.
سأتقبل ذلك.. سأتقبل ذلك أنا أستطيع، نعم أستطيع.
حكمُ ربي لا عتراض عليه.
رحمك الله
وجعل الجنّة مثواكَ بإذنه
أيّا فقيدَ قلبي.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
خاطرة بقلم مجدولين ماجد السقا
التالي
نص نثري بقلم تقى ركان الزعبي

اترك تعليقاً