مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم دونا إبراهيم بليلو

*..جعلتك الشتاء..*
نَطرتُك في أرضٍ لاتخون..
كُلُ ما يعيش فيها الإنتظار …
كتبتُ إليكَ رسائل حُبلى بكلمات من رحم شفاهٍ لاتعرف البوح..
خَيَّطتُ لك من قصائدي حللاً منمقة لايمتلكها أحد سواك..
نسجتُ لك من أشعة الشمس قنديلَ أحرف يُنير ظلمة ليلك..
شاءت الظروف أن تخون الأرض..
ويموت فيه الإنتظار…
ولدْتُ كلماتيَّ مبتورةَ الأطراف..
ناقصة المعنى …
ما أصعبَ ان تلد شعوراً مبتوراً..!!
و املاً منقوص..!
قرأتَ ما أمليتُه من حروف بتعجب..
أَيُ فتاةٍ تلك التي تكتب بهذا العمق..؟!
لا أَقصد المديح بما أكتب..
لكن لطالما ترددت تلك الكلمات على اُذنيَّ..
كل من قرأ كتاباتيَّ اخبرني أنها مثقلة بشعور الحُب والحنان..
كلماتٌ تكسوها عاطفةٌ من ذهب…
انا لا أجد أنَّ ما أكتبه بهذه العظمة و أسعى دوماً لأن تبدو كتاباتي منمقة اكثر..
دعنا مما أجده انا ومما يجدونه هُم..
انا أكتب كل مالم أستطع قوله..
قد يخيل للقارىء أني بَكماء..لا أُجيد التكلم..
وهو على حق ..أنا بكماء لا أجيد التكلم إلا عبر الحرف..
الحرف نَطقيَّ الوحيد…
ولِدُت كلماتيَّ بإعجوبة لاتُصدق..
لم أتخيل يوماً انها ستنجو لتروق احد..
لكنها نَجت.. ومُتُ انا…
الكثير من الكُتاب يعتقدون أننا حينما نكتُب أحد نقتله..
أبرزهم احلام مستغنامي وأدهم شرقاوي…
لكنني اخالفهم بالرأي…
أن نكتب الإنسان يعني أن نُكسبه حياةٌ أُخرى يخلد فيها في الكتُب..
نأخذ حقَ ملكيةٍ أبديةٍ فيه…
يحضرون حينما نحضُر ويغيبون حينما نغيب…
حينما كتبتُك..تعمَدتُ ان أقتلك كما يزعمون الكُتاب..
وأن أُخلدك كما أزعم أنا…
جُغرافيا الحياة والمسافات لاتُعطينا كل ما نُريد..
لذلك قررتُ أن ألِدُكَ مع كلماتي..
أن أفرض ملكية شعوري عليك..
أعلنتُ عليكَ الحُب حينما رايتُ ملامحك الملائكية ترتسم بين السطور…
جَرَدتُك من حرية الرفض…
لا أهتم إن كان الواقع رفضك..
يكفيني أني في كتابيَّ أُسيطر عليك..
قد أبدو لك جامحة ..وانا كذلك..
جامحة حتى أنال حقي..
انانيةٌ في كل ما أُحِب ..
وكُل ما أُحِبُ أنت..
أنانيتي فيك بلغت أقصاها…
سأقتلع عين الفتاة التي تنظر إليك..
سأقطع ألسنتهن إن تهامسن في خفوتٍ مسموع عن جمال عينيكَ اللوزيتين..
وعن نِحلُ قامتك..وشموخها..
عن شعرك الكستنائي وتصفيفته التي تزيد على جمالُك جمال لتُنافِس القمر…
والله لو إحتاج الأمر لحرقهن سأفعل..
سأسحق كُلَ من يلمسك ولو كان لمسه حرف…
لا حق لأحدٍ فيكَ سواي..
شريرةٌ أنانية وإمراة تهوى اللعب في النار..
لا اخشى أحد ولايكسِرُني في الدُنيا شيء سوى الله وضررُك..
وجدتُ رقةَ الكون فيك ..فلقبتُكَ ب ورد..
أيليقُ بمالِكَ قلبيَّ غيرُ الورد…؟!
جَعلتُكَ أبجديتي..
أحلاميَّ وواقعي…
وكل ما أُحِب..
أهديتُكَ قلبي ووَبَختُ عقلي لأنه نبهني للتفكير في العَقَبات..
خطوتُ نحوك بخطى ثابتة..
وكُلي إيمان أنكَ صوابي..
ولو كُنتَ خطأ…
فيكَ أخطائي تُحب..
جعلتُكَ ربيعيَّ..
وكُتُبي..
وقهوتي..
وشمسَ الصباح..
جعلتُكَ القمر …
والنجوم..
والليل..
ونسائم الفجر اللطيفة..
جعلتُكَ الحُب..
والدفء…
والراحة..
جعلتُكَ الغيم والشجر…
جَعلتُكَ الشتاء.

إقرأ أيضا:فوائد خل التفاح للبشرة

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم : صبا راجي حامد العساف
التالي
خاطرة بقلم تبارك_سليمان_محمد

اترك تعليقاً