متفرقات أدبية

نص بعنوان : سقم مشتاق

للكاتب :إسماعيل خليل حمدي
أصعدُ الى الحافلة وإلى وجهتي المُعتادة ، كالعادة أجلس بالمقعد المفرد بجانب النافذة ، أضع سماعات الأُذن واستمع لِمارسيل يصدح بصوته الرهيب ، أُراقِب الحافلة وهي تلتهم تلك الخطوط البيضاء المتقطعة ، أُراقِب السّماءَ والناس تلهث وراء حياتهم الروتينية المُملّة
تصعدين أنتِ في نفس حافلتي ولكنكِ لا ترايني ، ولا أراكِ.
تصادفنا في الحافلة ولكننا لم نلتقِ ، لم تلاحظيني ولا ألاحظكِ
وفي الطريق يمر كل منّا بالآخر على عجالة.. وأتوقف لحظة حين يلقي عطركِ علي السم الشهي فأبدأ أحكُ قلبي برائحتكِ الشهية .! أغمض عيناي لوهلة ، ثم أكمل طريقي
وفي أحد الاماكن العامة أصادفكِ أراكِ جالس بمفردكِ ، إلتقطتُ أنفاسي سبعة وعشرون مرة ، وعُدت لترتيب مظهري في كل لحظة ومشيتُ بجانبكِ وتظاهرتُ بأني لا أراكِ ، بينما إعتدتُ إبقاء عينيّ عليك وأنتِ لا ترايني وأستمر بحكِ قلبي برائحتكِ ليتوقف عن عوائه
حينها كان يجب عليَّ أن أبتر قلبي وأبتلعه داخل معدتي لأمنعكِ من الانتشار بي مرةً أخرى يا سقمي
وعرفتُ وقتها كيف يشتاق إلانسان لشخص يكرهه لشخص خذله وتذكري يا عزيزة قلبي
أنا لا أتجاوز عتبة الحياة ؛ ولا أقطع طريق الموت ، أنا عند هاوية الحب ولا اسقط فيها أبدا، أنا في مبتدأ العمر ، وهرم أكثر من جدي ، انا عند رفوف الزمن ؛ تهبُ ريحٌ فتلوثني بغبار القدر ، و القدر لمرة واحدة أتمنّى أن يقف معي

إقرأ أيضا:جُثةٌ حزينةَ، بقلم:رويدا سائر عيد، نص نثري.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص بعنوان إلى الله
التالي
نصّ بعنوان:”المقهى رَقم 8 ، مقهى الذكريـات”

اترك تعليقاً