مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم لورين فوزي حسن


تحت سماء دمشق
في ليلة ماطرة ، أسير بلا وجهة كعادتي أثبت لنفسي أني أستطيع أحاول جاهدةً تغيير الواقع في أول خريف بات يحلّ على هذه المدينة ، في الشّوارع المزدحمة رائحة الأرض بعد أول مطرٍ يهطل على دمشق تحت ضوء القمر في شوارعها القديمة أحاول قراءة ما يحدث او ربما فهمه لكنّي ولا أحد يستطيع فهم النّصّ بالكامل أجزاءٌ مجزّْءَة من النّصّ باتت مفهومة وما تبقّى لا يفيد ! جميعنا نستطيع قراءة أفكار من نحبّ بلغةٍ أو بأخرى لغة العيون مثلاً فهي تتحدث عن الكثير والكثير ، عن الأشياء المفهومة والغير مفهومة
أجلس لأقرء كتاباً ربما هو أكثر فائدة من قراءة الأفكار أو حتى فهم نصّ الحياة ، الجوّ خريفيّ بامتياز ، رائعٌ للتأمل وكتابة النّصوص .. الأناس باتوا أكثر قسوة من السّابق .. هدوء تام ، لا شيء سوى صوت فيروز في مكان ما في دمشق القديمة كاتبٌ يحضّر لمسلسلة تلفزيونية جديدة ، شابّ وفتاة ، عجوز، أمٌّ وأطفالها
مكانٌ يعجّ بالأضواء ! أصوات تتردد في رأسي ، مبادئٌ وقواعد لا متناهية ، الأمور معقّدة
والأفكار تزداد ازدحاماً ، عازف كمانٍ مبدعٍ يجلس قريباً من هنا يعزف على أوتار قلبي حقّاً .. شابٌّ يكتب الشعر لحبيبته ، ربما كان اسمها هناء .. في عينيّ الفتاة ذكرياتٌ وخوف ، قصيدةٍ لمحمود درويش ! في عينيها أمل ..
سماء ملبدّة بالغيوم ، تحت تلك الغيمة الشريدة ، أضواء وموسيقى وأوراق متساقطة ، صفراء وربما برتقالية ، وصوت فيروز مجدداً
” عهدك بقلبي قديم وعهد الصّبا الغالي ” صوت المطر ! في أجواءٍ كهذه يمكننا كتابة نصّ جديد للحياة بإيجابية وأمور أقل تعقيداً مما نحن عليه في الواقع .. علينا إعادة النظر في نصّ الحياة وربما من اللازم إعادة كتابته مجدداً

إقرأ أيضا:اعراض الضغط النفسي وكيفية علاجه؟

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم روعة رافت سبيتان
التالي
نص نثري بقلم سماح إمحمد المُصلح

اترك تعليقاً