مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم غدير سعد علي

نص أدبي (خاطرة)
العنوان: شقُّ مهجتي

في أَوْنٍ متأخرٍ من ليلٍ قارسٍ، اقتربتْ الجدرانُ مني لتُبيدني، فأصبتُ بشرخٍ في مُهجتِي، وهتفتُ وهربتُ وهرولتُ حتى نجوتُ، لكن بعدَ ذلك أيقنتُ أنْي لَمْ أنجو!
سِرْتُ بمنتصفِ الشارعِ متغاضيةٍ عن تنبيهِ مَنْ بالسياراتِ لي وغضبِهم مني، كدتُ أنْ أُصدمَ فصمدتُ وكدتُ أنْ أُجرفَ فجريتُ وكدتُ أنْ أُقتل فقاتلتُ، وما أنْ نفذَتْ طاقَتي حتى انتشلني شيئًا ما من منتصفِ الدربِ، فجلستُ على مقعدٍ خشبي رطبٍ فشعرتُ بالقشعريرةِ فلَمْ أهتمْ؛ لأنَّ صدعَ قلبي أعظم.
بتُ وحيدةً في شارعٍ كبيرٍ، جذبت عيني الأضواءُ المشتعلةُ المنعكسةُ على هذا الشارعِ، على أيَّةِ حال المنظر هنا جميل !
أحتضنني الرصيفُ مع الجدارُ، ضموني كي لا أخف، لكني لَمْ أثقْ ولَمْ أهدأْ ولَمْ أُجبرْ ولَمْ أنمْ، بقيتُ شريدةً على رصيفِ الألمِ، أمسيتُ مُرهقةً في حضنِ الخوفِ، أضحيتُ مريضةً رغم نورِ الذُكاءِ.
أصبحَ كلُّ شيءٍ ثقيلاً لاويًا وحارقًا للمهجة بعدما صُدِع، فأيُّ مُدَاوٍ سيعيدُ قلبي سيرته الأولى؟ وأيُّ جبرٍ سيحمي قلبي بالذي هو به؟

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم نورا جمال حمادة
التالي
نص نثري بقلم نُـورا نصر

اترك تعليقاً