مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم بسملة عبدالهادي الشكيوي

بعنوان /مُنذُ رحيلك
النوع /نص خيالي

مُنذُ رحِيلك وأنا مُمتلِئة بِأحادِيث تَافهة لم يرغب بِسماعِها أَحد، أشتَقتُ لِتلكَ اللَّحظات الَّتِي أعودُ فِيها للمنزل مُسرعة مُتلهفة لأُخبركِ بِتِلك الْحماقاتِ الَّتِي حَدثت فِي يومِي، ولأُحَدِثَكِ عن مَشَاكِل مريم مع خطِيبها، وأنَّها كَانت حزينةً للغايه اليوَم، ولأَسْتَشِيركِ فِ ذاك الخطأ الَّذي فعلتهُ مُنى ولم نَجِد لهُ حَلاً، وعن ذاكَ الأحمق الَّذي حَاول إِطَاحَتِي فِ شِباكٌه، ولكنني بِكُل فخر اتبعتُ نصائِحَكِ وتعليماتكِ، فلم يُغريني بِحُبهِ الرَّخِيص.. أُمي؛ اشتقتُ بشدة لدوراني حولكِ بالمطبخ، وأنتِ تُعدين الغداء اُثرثِرُ بحماس عن امتحاني الصعب، وعن تلعثمي وغبائي! اثرثر في ضحك، وانفعال ثم أراك منهمكة في تقطيع الخضار أقول في غضب ” طبعا مش مركزة معايا ” ثم أهِمُ بالخروج فتستوقفيني مُدافعة ” مشيتي أنتِ وسارة للمكتبة بعدين؟ ” ابتسم وأعود مسرعة لأكمل دوراني خلفك، وأنا أحادثك ضاحكة تارة، واقفزُ مٌنفلعه تارةً أُخرى، أحقاً لن تعودي هذه المرة؟ “لطالما هددتني بغضب حين أهمل أشغال المنزل أو دراستي قائلة “وقسم بالله نمشي ماعاد تشوفولي وجه” ولطالما كان هذا التهديد يُضحكني، بداخلي كنت مُطمئنة، متأكدة أن قلبها الحنون لن يفعلها، لكنها رحلت حقاً هذه المرة، فِي الحقيقة أفكرُ كثيراً،
أَأنتِ من مُتِّ أم أنا؟ أليس الموت هو مغادرةُ الروح عن الجسد ؟ وأن تشعر بثقل التراب والصخور فوق صدرك ؟ أليس الموت أن ينطفئ بريق الكون بعينيك وتفقد لذة الدنيا ؟ كنت أنتِ من يرقُد فِي المقبرة، لكن أنا من يُعذب هُنا، انعزلتي عن هذه الدنيا! لكن أنا العالقة هنا بين رائحة حِضنك، ودفئ صوتك الشجي، واقفة تمامًا عند آخر قُبلة طبعتُهَا عَلى جبينكِ وكفك!

إقرأ أيضا:طريقة عمل الصابون فى المنزل

.
رحم الله جنات الأرض ، رحم الله أمهاتنا وسلمهُنَّ مِن عذابهِ، واسكنهنَّ أعلى الجنان، وحفظ الأحياء منهن، ودامت حياتنا بحسهِنَّ مُزهرة.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم _رواسي حسين إعشيبة
التالي
نص نثري بقلم نهاوند مفتاح

اترك تعليقاً