أبحاث

ملخص كتاب رحلة إلى الحجاز doc

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص

كتاب رحلة إلى الحجاز

 في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي 1854

غلاف الكتاب:  

 

مؤلف الكتاب: إبراهيم عبد القادر المازني
ترجمة: د. محمد خير البقاعي
عدد صفحات الكتاب: 400
دار نشر الكتاب: دار الفيصل الثقافية
مدينة النشر الرياض
سنة نشر الكتاب: 2001م-1422هـ
فصول الكتاب:13 فصل الفصل الأول: صحراء السويس

الفصل الثاني: السويس

الفصل الثالث: الطور

الفصل الرابع: جبل سيناء

الفصل الخامس: البحر الأحمر

الفصل السادس: جدة

الفصل السابع: لوحة نابضة بالحياة

الفصل الثامن: الأشراف والوهابيون

الفصل التاسع: من جدة إلى الطائف

إقرأ أيضا:اضرار لقاح فايزر

الفصل العاشر: الطائف

الفصل الحادي عشر: من الطائف إلى جدة

الفصل الثاني عشر: بعض التأملات

الفصل الثالث عشر: مغادرة جدة

 

مقدمة:

صرف الباحثون في تاريخ الجزيرة العربية نظرهم إلى معالجة الوثائق والرحلات البريطانية والفرنسية التي كتبت باللغة الإنجليزية, لأنهم لم يتلقوا اهتماماً بسبب اختلاف اللغة التي شكلت عائقاً كبيراً, وما تُرجم منها إلا القليل بل النادر, وهذا الكتاب من ضمنها.

لمحة تاريخية:

يتحدث الكتاب عن محطات في حياة صاحب الرحلة “ديدييه”, وتنقلاته بين الدول, وانتهاءً بتركيا, إلى جانب الحديث عن الحالة السياسية التي سادت الدول.

التعريف بصاحب الرحلة:

  • شارل ديدييه Charles Didier, ولد في جنيف عام 1805م.
  • أديب وشاعر صحفي سويسري من أصل فرنسي.
  • درس في جنيف القانون وعلم النبات والرياضيات.
  • واكتشف شغفه للرحلات بعد أن عاد إلى باريس.
  • نشر أولى قصائده الشعرية في جنيف عام 1825م.
  • وعمل في الصحافة فأصبح مديراً لجريدة سياسية وأدبية اسمها “لو كورييه دو لومان”.
  • وكان المغرب أول دولة عربية وطأتها قدماه عام 1833م, وكان يتحدث العربية.
  • وامتنع عن الذهاب إلى بغداد عبر دمشق وحلب وصحراء الرافدين الواسعة وإسطنبول لفقده بصره ثم انتحر.
  • ومن أبرز مؤلفاته: سنة في إسبانيا, حملة على روما, جولة في المغرب, خمسون يوماً في الصحراء.
  • قابل رفاعة الطهطاوي.
  • ركز في كتاباته على البشر والجوانب الاجتماعية.
  • اكتفى بملاحظاته الشخصية ومدوناته اليومية عن المصادر.

رحلة إلى مصر:

إقرأ أيضا:موضوع عن التعليم في المملكة العربية السعودية  ورؤية 2030 (فرص وتحديات)
  • بحثاُ عن الطمأنينة والنسيان وكرهاً لأوروبا كلها, توجه إلى القاهرة شتاءً.
  • ظلت ذاكرته متمكنة في نفسه ثم استعد للعودة إلى أروبا.
  • تقاسم مع رجل بريطاني ربطته علاقات اجتماعية محدودة أن يقوما برحلة إلى جبل سيناء.

المظاهر الاجتماعية والحضارية لصحراء السويس:

  • مساحتها 100 ميل, وبسبب انعدام الماء وكثرة البدو الذين ينهبون القوافل, كان الناس يخشونها في الماضي.
  • مظاهر الحضارة دخلت الصحراء, بعد أن قامت حكومة محمد علي الحازمة بتطهيرها من اللصوص.
  • أنشأت إدارة العبور مراكز (محطات) بريدية مزودة بماء النيل ويباع بأسعار مرتفعة, تعد المحطات نزل في قلب الصحراء.
  • سكة حديدية تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط هي نقطة تحول جذري.
  • عربات نقل مهترئة مطلية بالأبيض, تحمل 6 ركاب, تعكس أشعة الشمس ويتقاضى أصحابها 9 جنيهات من كل راكب, تقطع مسافة 100 ميل في 9 ساعات.
  • قافلة صغيرة تتألف من 4 أعيار و10 جمال تنقل 5 خدم.
  • قصر العباسية, قصر فخم رهيب, بناه الخديوي عباس باشا ليكون سكناً له, بل وكان مسرحاً لجرائم ومفاسد.
  • يعشق المصريون وأهل القاهرة خاصة, الاحتفالات الدينية والدنيوية والعامة والخاصة ويطلقون عليها “فنتازيا”.
  • رمل الصحراء زهري اللون وبيوت منخفضة يسكنها الفلاحون الفقراء, وبرج تلغراف منصوب على أكمة كثيرة الحصى.
  • قوافل من الحجاز تبيع الصمغ والتمر الهندي والرقيق في سوق القاهرة.
  • كان العرب حين يمرون بالأشجار يعلقون شيء عليها لزعمهم أنها ستدفع عنهم مصائب الدهر ويسمونها بالحجاج.
  • قوافل العبيد كانوا عراة, طعامهم التمر والخبز.
  • الرق في الشرق أقل صعوبة من الغرب.

ملامح الحياة في السويس:

إقرأ أيضا:أول نجم يظهر بعد الغروب

تتميز قناة السويس بأنها مركزاً تجارياً مهماً تربط النيل بالبحر الأحمر ومن ملامحها أيضاً:

  • أرض ضيقة محصورة بين البحر والصحراء, تتسع لأربعة أو خمسة آلاف نسمة.
  • تجمع بعض السلع كـ: المعادن والنسيج من أوروبا, والحرير والتوابل من الهند, والرز والصوف والعطور والجواهر والبن اليمني.
  • يشرب سكانها من بركة موسى, وهو غير صالح للشرب دائماً, والحريصون القليلون يشربون من النيل.
  • بيوت المدينة سيّئة العمارة ولا يهتم أصحابها بترميمها, وأغلبها من الخشب أو اللبن.
  • فيها بعض المساجد البسيطة والفنادق غير النظيفة وسوق واحد.
  • تحيط بميناء السويس بيوت صالحة للسكن, وله رصيف على البحر يعج بالناس.

موقع السويس لدى القنصل البريطاني:

  • كان يسكن القنصل منزلاً كان ينزل به الجنرال نابليون في عام 1799م.
  • زادت أهمية موقع السويس لدى القنصل البريطاني بعد أن كانت تمر شركة بريد الهند مرتين في الشهر, فينتج عنه توفير الخدمات لمئتين أو ثلاثة مئة شخص.
  • ينزل سبعة آلاف راكب ن مسافري العبور في مصر, منهم شباب وفتيات يصلون من بريطانيا إلى المستعمرات الهندية يبحثون عن أزواج لهم مكانة إدارية أو تجارية.
  • أقيم على شاطئ السويس فندق بريطاني واسع لإسكان القادمين وإطعامهم وسقايتهم لفقر السوق بالبضائع.

سمات ومعالم مدينة الطور:

  • مدينة الطور, بلدة صغيرة, كانت تشتهر قديماً بصيد اللؤلؤ ومناجم الفيروز.
  • فيها مسجد على شاطئ البحر وكنيسة إغريقية فيها راهب عجوز وكتب ولوحات غريبة.
  • تتزين بيوت المدينة بالأصداف التي تكثر على شاطئ البحر الأحمر.
  • أفضل ما في الطور ماؤها مما يمنحها الحيوية والحركة, ويحيط بالمدينة سهل رملي.

جبل سيناء:

  • تبلغ المسافة بين الطور ودير جبل سيناء 25 فرسخاً, ويتميز الطريق المحيط بالجبل بالصلابة, ولكنها تخلو من محطات وعربات النقل ولا يسكنها أحد.
  • ينقسم بدو الطور إلى عدد من القبائل منها: الصوالحة والمزينيين والعليقات, وتسيطر كل قبيلة على مساحة من الصحراء, يعملون في تأجير الجمال للتجار والمسافرين.
  • ينتشر الجوع بين سكانها, لا يجدون ما يأكلون ولا ما يطعمون جمالهم.
  • يسمى جبل سربال بعين النمر, وينغلق وادي حبران بنقب أو منحدر حبران, وهي طلعة مخيفة, وتكثر الحجارة فيها, ويتفجر من القمة عددٌ كبيرٌ من الأودية.
  • للجمال مهمة في أن يسندوا الحمولة من الجانبين لمنعها من الوقوع, ولكن الحصان والبغل أكثر مناسبةً لهذه الطرقات, ولكن قبائل الطورة لا تملك خيلاً ولا بغالاً.
  • تشكل شبه جزيرة سيناء مثلثاً يربطها أحد أضلاعه بالقارة, وتقع مرتفعات سيناء وسط البرزخ وتشرف على شبه الجزيرة كلها, وتقع جزيرة تيران في قاعدة خليج العقبة.

 

دير طور سيناء:

  • يعود الدير للروم الأرثوذكس وبناؤه كان قبل التاريخ الهجري الإسلامي.
  • يقع في سفح قمة من قمم طور سيناء على أحد فروع وادي الشيخ.
  • له أسوار جرانيتية عالية وثلاث أعلام ترفرف على ذروته: علم موسى وعلم القديس جورج وعلم القديسة كاترين, وتعرض لهجوم البدو.
  • له باب ضخم لا يفتح إلا في المناسبات الكبرى في أثناء زيارة الشخصيات الكبرى في الكنيسة اليونانية.
  • توجد به مساكن مخصصة للمسافرين كأنها قرية كبيرة تحيط بها الجدران ومسجد تعلو منارته وسط المكان وكنيسة نصفها بيزنطي والنصف الآخر روماني.
  • توجد به مكتبة الدير التي تفتقر للكتب المهمة, وترتكز الكتب فيها على الموضوعات الدينية.
  • ويمتلك الدير عدة حدائق في بعض الأودية المجاورة, وبئر داخل الدير يقال أنه الذي قابل عليها موسى عليه السلام قبل أن يبعث.

سمات الحياة الاجتماعية في البحر الأحمر:

  • تتشابه المراكب والأشرعة والمجاديف كالتي في العصور القديمة, والبحارة يرسون في المرافئ نفسها ويمارسون العادات نفسها, إنها آلات خفيفة لملاحة صعبة, وكانت لا تسير إلا نهارً,
  • اكتسب خليج العقبة الي يشبه خليج السويس, اسمه من قلعة قديمة مهدمة اليوم, تكاد تشغل كل مؤخرته وتحدد أقصى الأراضي المصرية.
  • تلتقي أكبر بحيرتين في فلسطين بالبحر الميت وهما: بحيرة طبريا والبحر الميت, بواسطة قناة ثانية تحفر من البحر الميت إلى خليج العقبة, وبسبب هذا الالتقاء تصبح الصحراء السورية محيطاً ويصبح البحران بحراً واحداً.
  • إن مدائن صالح تحتوي على ما بين 80 إلى 90 منزلاً منحوتة ومحفورة في الصخور, وكلها مؤلفة من صالة كبيرة, وعدد من المقاصير الصغيرة ومكان للصلاة, ومنقوش على أبوبها نسوراً.
  • توجد قناة ضيقة بين جزيرتين, الأولى: لبانة والثانية: جبل حسان, وتسكن الجزيرتين أيام الرعي قبيلة جهينة العربية التي تعيش على الساحل, وتحمل قطعان ماشيتها على الفلك, ويعيشون في أكواخ فقط في موسم الرعي.
  • إن ينبع ميناء المدينة المنورة تبعد عن البحر مسيرة خمسة أيام إلى الشرق وميناؤها واسع وآمن جداً, لأنه محمي بجزيرة العباسي ويغشاه الناس كثيراً, وهي مدينة سيئة العمارة مفقرة ومحاطة بسور مهدم في كثير من المواضع, ومحصن بأبراج هي في حالة تشبه حالة السور سوءاً.
  • يحاط الساحل بجبالٍ عالية, وأكثرها ظهوراٌ: صبح والنباع وحبل بني أيوب, وتأخذ شكلاً هرمياً, تنتشر بين تلك الجبال الواقعة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة أشجار البلسم المكي الش يتمتع بسمعة طيبة في الشرق والغرب أيضاً, ويجنى من الجبال عسل ذو مذاق لذيذ, لونه أبيض براق, وتتكاثر فيها أشجار الأراك التي يتخذ منها العرب مساويك لأسنانهم.

وصف الحياة الاجتماعية والمعيشية في جدة:

  • مدينة جميلة, مكينة البناء, جيدة التأسيس تعد بالسكان, نابضة بالحياة, ومزدحمة.
  • تعرف بميناء مكة المكرمة, ومعنى جدة: الغنية.
  • محمية من ناحية البحر بحصن كان كافياً إبان الحروب التي تدور في البلد, وخصوصاً إبان حرب الوهابيين, لحماية المدينة ولفرض هيبتها, واشتهرت بأنها عصية على الاحتلال, وبأنها أكثر الأمكنة تحصيناً في الحجاز.
  • يوجد في سورها ثلاث أبواب: باب اليمن من الجنوب, وباب المدينة المنورة من الشمال, وباب مكة المكرمة من الشرق.
  • تبتعد جدة عن مكة المكرمة مدة 15 أو 16 ساعة, ويبلغ عدد سكانها من 15 أو 20 ألف نسمة.
  • تنقسم إلى قسمين كبيرين: حي اليمن وحي الشام وهما مسميان بسبب وضعهما الجغرافي: فحي الشام يقع في الشمال على الطريق إلى سوريا, وحي اليمن في الجنوب على الطريق إلى اليمن أحد أقاليم الجزيرة العربية الذي يعدي اسمه الحي المذكور.
  • بيوتها متينة البنيان, وتتألف من عدة طوابق, وأبوابها على شكل أقواس, وهي مبنية من الحجر ولها مظهر جميل ونوافذ واسعة تطل على الخارج.
  • يقضي أهل جدة وقتاً طويلاً على السطوح لأن نسيم البحر يخفف من وطأة الحر الذي لا يكاد يحتمل في الصيف.
  • يمتد السوق على طول المدينة ويسير موازياً للبحر ويتصل بواسطة شارعين جانبين, ويضم كل أنواع البضائع, أكثرها الأجنبي, وكذلك مواد غذائية محلية ومستوردة.
  • تتواجد دمشق وبغداد وفارس ومصر والهند عبر منتجاتها الطبيعية أو المصنعة في السوق, والسوق مكتظ, ومن الصعب أن يشق المرء طريقه بين أكداس البضائع والجمال الحمالين والكلاب الضالة والمسالمة التي تبحث عن رزقها.
  • يقوم العمال بالأعمال الشاقة في السوق والميناء, يكونون من النوبيين أو من سكان الجبال, وصفاتهم: مفتولو العضلات, ذوو بأس, عراة, ولون بشرتهم الناعمة واللامعة أسمر شديد الدكنة.
  • تشتهر جدة بأنها مدينة مقدسة شأنها شأن مكة المكرمة والمدينة المنورة, ومن عاداتهم أن كل الذكور المولودين في أحضان جدة, يحملون على وجوههم وشماً يسمى “المشالي” يظل على وجوههم مدى الحياة.
  • يتمتع المسيحيون اليوم في جدة بكامل حريتهم وبأمن يوازي ما يجدونه في مصر واسطنبول.
  • ينتشر المتسولون في أحياء المدينة ويكادون يكونون من الهنود, قدموا من أوطانهم للحج, وتقطعت بهم السبل لنقص المال فظلوا عالة على الناس, يحبون العيش على الهبات ويفضلون المنفى الأبدي على العمل مهما كان بسيطاً.

وصف لسكان جدة:

  • مهنة التجارة, هي العمل الوحيد الذي يقوم به سكان جدة, التي توفر المال نقداً, والتي يغتون منها على العموم.
  • أغلب سكان جدة من أطول أجنبية, وهم نشيطون وخبراء, وإن حيويتهم البدنية وتوقد أذهانهم يتعارض مع الخمول والغبي لدى كثرة من الشرقيين وخصوصاً الأتراك.
  • لون بشرتهم أسمر شديد الدكنة.
  • يفرطون في اقتناء أدوات الزينة, شأنهم شأن أهل مكة.

وصف لملابس رجال سكان جدة:

  • إن ملابس أهل مكة وجدة متشابه تماماً, سواء ملابس الرجال أم النساء.
  • ملابس الرجال الداخلية مصنوعة من الحرير المضلع ذي الألوان الجذابى وهي مشدودة على الخصر بحزام كشميري.
  • وملابسهم الخارجية عبارة عن ثوب طويل مفتوح من الصوف الناعم, يسمى “البِنش” أو الجبة حسب الفصل.
  • مصنوعة عادة في بغداد.
  • يغطون رؤوسهم بطاقية بيضاء مزركشة يلتف حولها عمامة من الموسلين.
  • العامة يلبسون ثوباً طويلاً من الكتان الخشن.

وصف لنساء سكان جدة ولباسهن:

  • بشرتهن أقل سمرة من بشرات الرجال.
  • يقصصن شعورهن كالرجال باختلاف بسيط هو أنهن يزين شعورهن بسلسال من الذهب.
  • أغلب عامة الشعب في الشارع منقبات, يختفين في ثوب قبيح من القطن الأزرق.
  • ويرتدين الأخريات سراويل زرقاء فضفاضة, مزركشة بالفضة, ويلبسن أثواباً مزركشة مصنوعة من حرير الهند.
  • يغطين وجوههن بخمار أبيض أو أزرق فاتح يسمى: البرقع.
  • في الحفلات, يلتحفن ثوباً فضفاضة, مصنوعاً من نسيج حريري صقيل أسود, وهو يشبه الحبرة عند المصريين.
  • مولعات بالمجوهرات, يلبسن خواتم كثيرة, وعقوداً وأساور, كلها من الذهب ويضعن في أقدامهن خلاخل من فضة.
  • أما في بيوتهن فيتخففن من الثياب, شبه عاريات وخصوصاً الجواري.

مساوئ جدة:

  • الماء العذب نادر فيها.
  • هواءها سيء في فصل الصيف, حار رطب في الوقت نفسه, ترتخي له الأعصاب ويوهن الجسد وخصوصاً هواء الجنوب.
  • الزحار والحمى المقلعة والعفنية تكاد تكون مستوطنة على هذا الشاطئ الذي تنتشر فيه الأوبئة أكثر من أي شاطئ آخر في الجزيرة العربية.

 

وصف الحياة الحيوانية في جدة:

  • يوجد سوق للمواشي.
  • للعجول حدبة, صغيرة الحجم وغالية جداً.
  • يباع الواحد بستة تلرات وهو لا يساوي في مصوع إلا تلراً واحداً.

الحياة في تركيا:

  • إن خيالة الشرق المسماة ب “باشي بزوق” وتعني بالتركية “ميليشيا”, هم داهية تحل في البلد الذي يرسلهم الباب العالي العثماني في حملة إليه, يأخذون كل شيء من الأسواق دون أن يدفعوا ثمنه, ويعاملون التجار الذين يطالبون بحقوقهم معاملة سيئة.
  • يوجد في مكان يبعد مسيرة ثمانية أو عشرة أيام عن جدة باتجاه الشرق مكان يسمى الدفينة, فيه حجر عريض قديم مغطى بأشكال محفورة, وهو مجهول الأصل, وتوجد جبال مران على مسيرة عدة أيام بنفس الاتجاه, تنبع من سفوحها 75 عيناً.

وصف اللباس العسكري لدى الجيش النظامي التركي:

هذه مواصفات الزي الذي فرضه السلطان

  • سترة حمراء مطرزة بالحرير.
  • وسروال منتفخ معقود عند الركبة.
  • حزام عريض فيه خناجر ومسدسات.
  • ينبغي على كل الموظفين عسكريين ومدنيين الالتزام بارتداء ذلك الزي.
  • الجيش غير النظامي معفىً من ارتداء الزي.

وصف لباس رؤساء الشيوخ العثمانيين الكلاسيكيين, وخصوصاً الباشا:

  • يعتادون على ارتداء القلنسوة الحمراء الشنيعة.
  • البنطال الضيق.
  • المعطف الضيق.
  • وهذا يمثل الزي الرسمي.

العلاقات الاجتماعية لدى العثمانيين:

  • كانوا يعاملون الشعب المغلوب بغطرسة وبطغيان لا يمكن تحمله.
  • أما العرب فيعتبرونهم جنس مستقل ومعتز بنفسه ويكنون لحكامهم الغرباء حقداً لا يترك مكانه إلا للاحتقار, يغتاظون من جهلهم ويسخرون من طريقتهم السيئة في التحدث بالعربية ويأخذون عليهم أنهم لا يحسنون تلاوة القرآن, وأنهم لا يعرفون تأدية الصلاة بشكل صحيح.
  • يعتبرون أن غدرهم هو الذي يثير العرب, فهم يشيرون إليهم باسم: “الخونة”.

الأشراف:

  • الأشراف هم السلالة الوحيدة في العالم الإسلامي التي توارثت النبل كابراً عن كابر.
  • يعودون بنسبهم إلى الحسن والحسين, ابني فاطمة, ابنة النبي صلى الله عليه وسلم.
  • مقسمون اليوم إلى فروع متعددة, لا يسمح دخول الغرباء فيها, وينتشرون في كثير من أنحاء الجزيرة العربية, وهم يعترفون بأنهم أقارب, ويعاملون بعضهم ذلك في المناسبات كلها.
  • الأشراف فقراء جدا ويعيشون على النفقة التي يدفعها إليهم الباب العالي ورغم فقرهم فهم أرفع مقاما من الباشاوات الأتراك.
  • يشكل أشراف مكة طبقتين رئيسيتين: منهم الذين يعنون باللآداب والشريعة والعبادة والتجارة ويلقبو باسم :سيد, ومنهم الذين وقفوا على السلاح والأمور العامة ويلقبون باسم :الشريف.
  • أضيف للأشراف خصوصية غريبة وهي أن بنات الأشراف الذين يصلون إلى سدة الحكم محكوم عليهن بألا يتزوجن.
  • كان الأشراف في الماضي يحكمون البلد وحدهم مستبعدين الطبقات الأخرى, فقد احتكروا كل المناصب المدنية والعسكرية.
  • كان للأشراف عادة أن كل الأطفال الذكور ينتزعون من أمهاتهم بعد ثمانية أيام من ولادتهم ويعهدوا الى قبائل الصحراء المشهورة بعلو قدرها لينشأ بينهم ولا يعودون إلا عندما يبلغون العاشرة أو الثانية عشرة، ولا يظهرون بين الناس إلا على متن الخيول إلى جانب آبائهم وكأنهم رجال ,لا أطفال.
  • ينتج عن تلك التربية الرجولية أن الأشراف كانوا وما زالوا متفوقين على بقية الناس.
  • إن حكومة الأشراف تتفق في أشكالها البسيطة مع طبائع الصحراء.
  • الشريف عند نفسه ليس لأقل قدراً من السلطان نفسه, ليس باعتباره أميراً, وإنما باعتباره شريفا؛ أي سليلاً مباشراً للنبي صلى الله عليه وسلم.
  • حكومة الأشراف وطنية, ليس لها دستور فهي تصدر عن الشعب ومتناسبة كل التناسب مع طبائع البلد.

الوهابيون:

  • يرجع ظهور الوهابية إلى منتصف القرن الثامن عشر.
  • مؤسسها الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
  • محمد بن عبد الوهاب لم يؤسس لا مذهباً جديداً ولا عبادة جديدة ولكن اعتمد على القرآن الكريم فليس كتابا دينياً فقط بل هو أيضاً شرعة سياسية.
  • كان محمد بن سعود أول أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومؤسس الإصلاح السياسي.
  • كان الوهابيون يأملون العودة إلى المفهوم الأصلي للإسلام وإلى جوهر الشريعة الإسلامية.
  • تقدم الوهابية للبدو مفاهيم أكثر صحة عن الألوهية وعن مصير الإنسان على هذه الأرض وعن واجبات الإنسان تجاه الإنسان.
  • إن الحكومتين الحقيقتين المستقلتين في الجزيرة العربية, زالتا الواحدة تلو الأخرى, بل الواحدة بيد الأخرى, الوهابيون والأشراف : فالأولى لم تعد إلا دعوة , والثانية لم تعد إلا سراباً.

مظاهر الطريق من جدة إلى الطائف:

  • أقيمت حول مكة المكرمة أعلام بين كل مسافة وأخرى لتحديد حدود الأرض المقدسة والمحرمة على غير المسلمين, وحيث لا يجوز أيضاً إراقة دم الإنسان والحيوان, فالصيد محرم ولا يمكن أن نذبح ديكاً.
  • كانت تعبر سهل معبرة نسوراً, تذهب إلى مكة المكرمة, حيث هناك أوكارها.
  • يمر الطريق بين جدة والطائف عبر مكة المكرمة.
  • لم يكن العرب قد سلكوا من قبل طريقاً غيرها.
  • يشتهر أهلها بضيافة معينة وهي تقديم الخروف المطهو كاملاً,
  • يقع إلى الجنوب من مكة المكرمة جبل ثور, حيث اختبأ النبي صلى الله عليه وسلم مع صاحبه المخلص أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الغار للإفلات من مشركي مكة المكرمة الذين كانوا يلاحقونهما.
  • كان لضريح داوود عليه السلام مدخلاً ضيقاً, لا يدخل منه الرجل المتوسط القامة إلا بصعوبة, والذين تجاوزوا المخل يصبحون واثقين من خلاصهم, أما الآخرون فإنهم لن يدخلوا الجنة أبداً.
  • هناك عدد من القنوات المائية التي تشق الأرض, وحوض محفور في الرمال لجمع الماء.

مظاهر الحياة المعيشية:

  • كانت قطعان المواشي ترعى في الجوار, قطعان من الماعز الأسود ذي الشهر الطويل والأغنام الجميلة البيضاء ذوات الآذان المسترخية, والعجول والأبقار من ذوات الحدبات, وهي أصغر من مثيلتها في أوروبا.
  • كان هناك أطفال شبه سود, عراة تماماً, يجرون على الرمل بين المواشي.
  • رعاة يقاربونهم في السواد وهم مثلهم في قلة الثياب التي يرتدونها, والرماح في أيديهم.
  • كان لون خيولهم داكناً, وكانت مثل خيال البدو, مبعثرة بأعداد قليلة في سفح الهضاب.

سفح جبل عرفات:

  • يقع على بعد ثمانية أو عشرة فراسخ إلى الشرق من مكة المكرمة.
  • يوجد هذا الجبل المقدس على أرض قبيلة قريش التي اكتسبت بذلك شرفاً كبيراً, وهي واحدة من أكبر قبائل الجزيرة العربية نبلاً.
  • المكان الذي تجري فيه المناسك التي تختم الحج.
  • ينتصب في قمته عمودان يحددان المكان الذي يقف فيه خطيب مكة المكرمة.
  • يمتطي الخطيب ناقة بيضاء, مزينة بزينة نفيسة, يلقي الخطبة التي تعلن نهاية الحج, والتي ينبغي على الحاج سماعها ليحمل هذا اللقب.
  • يتزاحم فيه جمع هائل من المؤمنين الذين يجتمعون فيه في زمن واحد.
  • يوجد معسكر خاص بكل جنسية من المسلمين.
  • نبع يجري من أسفل الجبل, ويذهب إلى مكة المكرمة عبر قناة مغطاه مبنية ومطوية, وينسب الناس شرف هذا العمل إلى السيدة زبيدة إحدى نساء الخليفة هارون الرشيد.

وصف لباس بدو الجوار:

  • يرتدون أثواباً زرقاء مشدودة إلى الخصر الصغير بضفيرة من الجلد تلتف اثني عشرة مرة أو خمس عشرة مرة حول الجسد.
  • يتجندون حمالات سيوف مزينة بصفائح صغيرة من الفضة, موضوع بعضها فوق بعض على شكل حراشف الأسماك.
  • الخنجر المعقوب موضوع في أحزمتهم.
  • يحملون في أيديهم رمحاً جميلاً, قناته طويلة جداً ومستقيمة ومجلوة.
  • كان يلتف حول العصا سلك من النحاس الأصفر المجدول بطريقة فنية.
  • كان بعضهم يحمل بنادق بفتيلة, كان أخمص كل منها مربعاً, ومرصعاً بالعاج.
  • كانت الكفيات الزرقاء تغطي رؤوسهم.
  • وضع على الكفيات عقال أسود مصنوع من خليط من الشمع والزبدة والراتنج المعجونة معاً.
  • وصف رجال وأطفال البدو:
  • كان الرجال طوالاً ممشوقي القامة وقسماتهم متناغمة.
  • بشرتهم سمراء داكنة.
  • كان بينهم أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم عشرة أو اثني عشر عاماً.
  • يلبسون كالرجال ويتسلحون بمثل سلاحهم, وكانوا في غاية الكياسة.
  • السلوك الأدبي والمؤدب لدى الرجال والأطفال.
  • لديهم الاستقلالية وعزة النفس وضرب من النبل الغريزي الذي لم يستطع أي احتكاك بالأجنبي أن يفسده عليهم في عمق صحرتهم.

وصف عرب المرافقة:

  • حفاة الأقدام.
  • ينفزون من صخرة إلى صخرة, كأنهم من ظباء الجبال.
  • جالسون أو واقفون على رؤوس الصخور.
  • يبعثون الحياة في الطبيعة القاسية التي كانوا سمة من سمتها الأساسية.

جبل كرا:

  • يتميز بوعورة طرقاته في كل الاتجاهات وقحطه.
  • تعرض لهزة أرضية عميقة.
  • لا يوجد به شجرة واحدة.
  • توجد به بعض الجنبيبات الشوكية وأشكار السرو القزمة التي تظهر على مسافات متباعدة عبر الصخور.
  • يسكنه نزلاء أكثر حباً للسلم, وهم القرود التي يحمل كل ما يمكن القبض عليه منها إلى مكة المكرمة, يحملها الحجاج معهم من هذا المكان إلى إما إلى دمشق أو القاهرة.

لمحات من زيارة ديدييه للشريف في الطائف:

  • الحرس مكون من عبيد منزل الأمير.
  • يلبسون ويتسلحون .
  • جندي انكشاري يحمل عصا في رأسها كرة من الفضة, وكأنه من حرس الكنائس أو الفنادق السويسريين.
  • مجل مستوٍ يطل على الفناء, الفناء مرصوفاً ببلاط كبير, وفي وسطه بركة من الرخام الأبيض فيها نافورة مياه.
  • عبدان أسودان يلبسان ثياباً فاخرة ويرجان برصانة مبحرتين زاخرتين بالعود.
  • ينشران البخور, وهو تقليد يقومان به عند استقبال الشخصيات المهمة.
  • وعند الجلوس, أحضر عبدان الإبريق لغسل اليدين.
  • انفتح اب في صدر المجلس, وكانت هناك طاولة أعدت على الطريقة الأوروبية, مع الصحون وغطاء المائدة والسكاكين وحولها الكراسي, وكانت الشوكات من الحديد ولها قبضات من العاج, والملاعق من المحار المرصع بزخارف ذهبية.
  • الخروف يعد من عادات الضيوف, المحشو بالرز واللوز والفستق, وأصناف الطعام الأخرى.
  • كان الساقي يحمل دورقاً أو قلة مملوءة بالماء البارد يطوف به في كأس من الفضة يشرب الجميع منه.
  • الرقيق في الشرق خصوصاً الحبشيات ماهرات جداً في تشكيل من المربيات من كل الأنواع, وتشرف عادة على عمليات الإعداد كافة.
  • يقيم الشريف الأكبر في قصر يبعد نصف ساعة عن المدينة, بناه في عمق الصحراء, وكان لا يكاد يغادره.
  • اسم حصان ديدييه “عسير”, يشتعل حيوية ونشاط, ويستطيع الطفل ركوبه, وكان السرج مكسوراً بالصوف الأزرق, وموشى بخيوط ذهبية رفيعة, وكان ذا ثمن باهظ وروعة تليق بالأمراء حقاً.
  • للرجال قوة عجيبة في القدرة الخارقة على السير, ورئتين من فولاذ.
  • قصر الشريف له بعض الأناقة, وليس ضخم ولا أنيق, فهو خليط غير متناسق من الأبنية المتجاورة بدون نظام, وأقيمت بدون مخطط.
  • يمتلك الشريف الأكبر ثروة ضخمة, لأنه استرد ثروة أبيه, ويزعم الناس أن في خزانته مئة مليون فرنك, ويتلقى منحة سنوية من إسطنبول تتجاوز 400 ألف فرنك, وأثناء إعادته بناء قصر والده الذي دمره محمد علي, وجد بئراً مليئة بالذهب أخفاه فيها جده الشريف مساعد.

وصف بدو القصر وملابسهم:

حين وصل ديدييه القصر كان هناك أكثر من 300 بدوي:

  • يرتدون قمصاناً زرقاء, هي لباسهم الوحيد.
  • يضعون فوق الثوب على الكتف وشاحاً أرجوانياً.
  • أحزمتهم من الجلد.
  • حمائل سيوفهم مزينة بصفائح الفضة.
  • عمائمهم مزينة بالأصداف.
  • يشبهون بدو هذيل في جبل كرا.
  • يجملون خناجر معقوفة ورماً وبنادق من ذوات الفتيلة.
  • كانوا حفاة,
  • يميلون إلى النحول.
  • ذوي قامات ممشوقة.
  • يتمتعون بالرشاقة.

وصف الطريق من الطائف إلى جدة:

  • بلد قزم القميع, وهي قرية للرعاة المستقرين تنتشر بيوتها في سهل رملي فسيح, تنتشر فيه طاقات من الأعشاب التي كانت في ذلك الوقت يابسة من الشمس.
  • يتعرج الطريق بين المرتفعات الجرانيتية القاحلة التي أحرقتها الشمس, قاسٍ صخرها, أمغر اللون.
  • السير فيها سهل في البداية رغم كثرة الحجارة, ثم يصبح منحدراً انحدارً عمودياً إلى قعر هوة, كان الممر قصيراً, ولكن السير فيه بالغ الصعوبة.
  • كان ريع الزلالة في قديم الزمان يثير رعب المسافرين, الذين كانوا بدو قبيلة عتيبة يهاجمونهم فيه, ويسلبونهم أمتعتهم, وهي قبيلة قوية ومحبة للحرب, تنتشر في الجبال الممتدة من الطائف حتى المدينة المنورة.
  • يحاط وادي السيل بالجبال في كل الاتجاهات, ويحده من الغرب هرم ضخم من الجرانيت المقوض بعضه فوق بعض, تتراكم صخوره فوق بعضها.
  • كان هناك قطيع من النوق مع صغارها.
  • وادي الليمون, أحد أشهر الأودية في الحجاز, وبدأ البشر والحيوانات يشعرون بالحاجة إلى الراحة.

مظاهر الحياة في وادي الليمون:

  • عدد من البيوت البائسة المنفردة, المفصول بعضها عن بعض.
  • تنتشر على أطراف المنطقة الخضراء.
  • تتكون من هذه البيوت قرية الزيمة التي يسكنها البدو متحضرون.
  • ينصرف أهلها إلى زراعة الأرض الصالحة للزراعة.
  • يشتهرون بتربية الماشية.
  • ينتصب على نتوء صخري, في مكان يشرف على القرية, حصن بني قديماً للدفاع عن المكان وحمايته, وهو مهدم منذ زمن طويل, ولا يخطر ببال أحد أن يعيده.

منزل الشريف:

  • يقع في مكان قليل الجاذبية.
  • محروم من أي ظل.
  • يرتفع على بعد خطوات منه جبل من الجرانيت, ليس فيه أي خضرة وتسكنه نسور من النوع الكبير.
  • المنزل مؤلف من عدد من البيوت المربعة المنخفضة وغي المنفصلة.
  • يفصل بينها أفنية وجدران.
  • كان يسكن في أحدها الخدم من الرجال وفي أخر أكبر من الأول تسكن الحريم وكان بيت ثالث يستخدم ديواناً ويجلس فيه رب البيت خلال النهار ويستقبل فيه الأجانب والزوار ويصرف شئونه.
  • جانبا الباب مزينان من الخارج بسلسلة من الدوارق الجميلة جداً.
  • جرت العادة أن تلك الوارق تعطر قبل ملئها بالماء.
  • إن أولى فروض الضيافة لدى العربي هي أن يجعل ضيوفه يأكلون كثيراً, وينبغي على الضيوف مجاملته والأكل من كل الأصناف.

استنتاجات أخيرة:

يقول صاحب الرحلة “ديدييه”:

  • استقبال العرب هي من الكرم العربي التي تحدثت عنها قصص “ألف ليلة ليلة”.
  • كنا نظن أن زيارتنا للشريف تأخذ إجراء شكلي كما كنا نفعل في أوروبا عندما نطلب من السفراء وضع تأشيرات البلاد التي سنجوبها على جواز السفر, لكن الأمور سارت على خلاف ما كنا نتخيله تماماً.
  • إن العرب حذرون بطبعهم وخصوصاً من الأوروبيين والعرب يرون بواعث سرية تكمن وراء تصرفات الأوروبيين كلها.
  • يتطلع العرب للاستقلال, وكذلك عند الإيطاليين والبولونيين وعند كل الشعوب الأوروبية التي تعاني من السيطرة الأجنبية.
  • إن كل خطط الإصلاح التي نباهي بها في هذه الأيام, والتي ليست في واقع الأمر إلا أطماعاً, هي أوهام وأكاذيب. والشاهد على ذلك: الشخصية التركية المرموقة التي أُرسلت إلى مؤتمر السلام في باريس, والذي كان أول الساخرين من الأمر السلطاني المشهر وصرح علانية أنه لا يمكن قبوله أبداً.
  • الأتراك لا يخدعون أنفسهم ويغمضون أعينهم عن الوضع المتهافت للإمبراطورية العثمانية, إنهم لا يعرفون حق المعرفة, المصير الذي ينتظرها في المستقبل, ويعرفون أن تنافس القوى الأوروبية هو الذي يجعلها تحافظ على توازنها المصطنع الذي يمكن أن ينهار انهيارً لا قيام بعده عند أول مواجهة حقيقة بين تلك القوى.
  • يجب على الجزيرة العربية أن تسترد شخصيتها الوطنية ولا يمكن بالتأكيد لأحد أن يجد سعيها إلى ذلك منكراُ.
  • الأمة العربية متفوقة على الأتراك في كل المجالات, فإننا نعرف إلى أين وصلت فتوحاتها, إلى آسيا وإفريقيا الشمالية كلها, وصقلية وإسبانيا, إنها تلقت ونشرت في أقاصي الأرض ديناً عمره اثنا عشر قرناً, ولن يزول حتى نهاية الزمن.
  • إن الصحراء صرح المساواة.
  • إن السيئة الوحيدة الرئيسية لدى البدوهي حبهم الكبير للمال, أو لما يمثله, ولكن عذرهم في الفقر.

رحلة مغادرة جدة:

  • إن الرحلة لم تستغرق في القدوم إلا عدداً قليلاً من الأيام, بفضل الرياح الموسمية التي تكاد تهب على الدوام على البحر الأحمر.
  • كان قنصل فرنسا في جدة هو روشيه المدعو ديريكور:
  • لم يكن له أي حظ من الثقافة.
  • لم يكن مهيأ ليعطي العرب عن فرنسا فكرة إيجابية.
  • لم يترك في مكة إلا ذكريات محزنة.
  • كان بلا أسرة.
  • لم يكن اجتماعياً, يعيش منعزلاً تماماً في منزل ضخم في حي اليمن.
  • أذاق السيد دوكيه المترجم وموثق العقود في القنصلية الأمرين, مما دعا هذا الرجل الرائع إلى مغادرة المنزل القنصل, والإقامة في منزل خاص ليستطيع العيش بسلام وحرية.
  • ناصب القنصل البريطاني السيد كول العداء علانية وبدون أي سبب.
  • بعد الخروج من باب اليمن يوجد مقبرة صغيرة مسورة ومخصصة للأوروبيين الذين يدركهم الموت في هذه البلاد البعيدة.
  • كان البحر في أقصى الجزر, وغاص مركب ديدييه في الرمل وسط قنوات الملاحة, وقد كان من المستيحل إخراجه منها.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نبذة عن كتاب رحلة إلى الحجاز…
التالي
كيفية تأخير الولادة المبكرة

اترك تعليقاً