أبحاث

بحث جاهز عن صعوبات التعلم

صعوبــــــات التعلـــــــم

 

ما دام التعلم قائماً وباقياً بقاء الحياة، فلابد من البحث عن سلسلة من المقومات التي لها علاقة بعملية التعلم، والبحث عن الصعوبات التي تواجه عملية التعلم، ومعرفة أسبابها حتى يمكننا التغلب عليها، لأن كل من يتعلم يواجه صعوبة أو مشكلة أو توقفاً في سيرة، عند اكتساب معلومة جديدة، أو اكتساب مهارة حركية جديدة، أو عند محاولة حل مسألة صعبة أو حل مشكلة معقدة، ونجاحنا في التغلب على صعوبات التعلم، يساعدنا على تحقيق أهداف التعلم، والوصول إلى مراميه بشكل سليم (العكة،2004). ويُعتبر موضوع صعوبات التعلم من القضايا التربوية الهامة التي تفرض نفسها بقوة وتستقطب اهتمام الأولياء والمعلمين والباحثين على حد سواء

وبعد ظهور التعليم الأساسي، وحاجة الجميع إلى دخول المدارس ليأخذوا قسط التعليم المطلوب، ظهر نوع من الطلبة لا يعانون أية إعاقة جسدية أو حسية، كما أن معدل الذكاء لديهم متوسط أو أعلى من المتوسط، ولا يعانون من مشكلات اجتماعية أو نفسية، إلا أن تحصيلهم الأكاديمي متدنِ وهو بعكس ما كان متوقعاً منهم إنها مشكلة صعوبات التعلم.

مفهوم صعوبات التعلم:

يُعد تعريف كيرك عام 1963 من أشهر التعريفات لصعوبة التعلم وأكثرها استخداماً من المختصين في المجال حيث يشير إلى أنها: التأخر أو الاضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات نتيجة إمكانية وجود خلل مخي أو اضطرابات انفعالية أو سلوكية ولا يرجع هذا التأخر الأكاديمي إلى التخلف العقلي أو الحرمان الحسي أو إلى العوامل الثقافية أو التعليمية (بنين،2017)

إقرأ أيضا:ورقة عمل قواعد اللغة العربية للصف العاشر

ويعرفه الزليطي (2016) بأنه اضطرابات نفسية عصبية في التعلم وتحدث في أي سن وتنتج عن انحرافات في الجهاز العصبي المركزي وقد يكون السبب راجعاً إلى الإصابة بالأمراض، أو التعرض للحوادث، أو الأسباب نمائية.

 

 

أنواع صعوبات التعلم:

من أبرز تصنيفات صعوبات التعلم وأكثرها انتشاراً تصنيف “kirk” الذي سارت على نهجه العديد من الدراسات التي أجريت في البيئة العربية، ويميز هذا التصنيف بين نوعين من صعوبات التعلم (حسب الله،2004).

  1. صعوبات تعلم نمائية: ويشمل هذا النوع من الصعوبات على تلك المهارات التي يحتاجها الطالب بهدف التحصيل في الموضوعات الأكاديمية، ويقسم هذا النوع إلى:
  • صعوبات أولية: وتشمل الانتباه والذاكرة والإدراك التي تعد وظائف أساسية متداخلة مع بعضها البعض، فإضا أصيبت باضطرابات فإنها تؤثر على النوع الثاني من الصعوبات النمائية.
  • صعوبات ثانوية: وهي خاصة باللغة الشفهية والتفكير.
  1. صعوبات تعلم أكاديمية: وهي مشكلات تظهر مع أطفال المدارس وتبدو واضحة إذا حدث اضطراب لدي الطفل في العمليات النفسية السابق ذكرها “الصعوبات النمائية” بدرجة كبيرة وواضحة، ويعجز عن تعويضها من خلال وظائف أخرى، حيث يكون عندئذ لدي الطفل صعوبة في تعلم الكتابة أو التهجي أو القراءة أو اجراء العمليات الحسابية.

أسباب صعوبات التعلم:

إقرأ أيضا:مشكلات طفل التوحد في ظل جائحة كورونا – بحث جاهز

لا تزال أسباب صعوبات التعلم غامضة، وذلك لحداثة الموضوع وللتداخل بينه وبين الإعاقة العقلية من جهة، وبين صعوبات التعلم والاضطرابات الانفعالية من جهة أخرى إلا أن الدراسات أجمعت على ارتباط صعوبات التعلم بإصابة المخ البسيطة أو الخلل الوظيفي المخي البسيط، وترتبط هذه الإصابة بواحدة أو أكثر من العوامل التالية: (أبو رزق،2011)

  1. العوامل الفيزيولوجية: ويبرز دور العوامل الفيزيولوجية في صعوبات التعلم من خلال أثر عدة عوامل تساهم مجتمعة أو منفردة في إبراز صعوبات التعلم والتي تبرز على صورة عوامل جينية أو عوامل الولادة أو سلامة وظائف الدماغ.
  2. الأسباب البيئية والتغذية: إن نقص التغذية والحرمان الوظيفي لها علاقة بالخلل الوظيفي البسيط بالمخ والذي له تأثير كبير على معاناة الأطفال ذوي صعوبات التعلم.
  3. العوامل الكيميائية الحيوية: إن الجسم الإنساني يفرز مواد كيميائية لكي يحدث توازناً داخل الجسم وهذا ما يطلق عليه بالكيمياء الحيوية وقد يكون ذلك متمثلاً بإفرازات الغدد الصماء التي تصب في الدم مباشرة، فالإفرازات الزائدة في الغدد الدرقية يؤدي ذلك إلى صعوبات في التعلم.

تشخيص صعوبات التعلم:

إن الشرط الأساسي لتشخيص صعوبة التعلم هو وجود تأخر ملاحظ، مثل الحصول على معدل أقل عن المعدل الطبيعي المتوقع مقارنة بمن هم في سن المتعلم، وعدم وجود سبب عضوي أو ذهني لهذا التأخر.

إقرأ أيضا:بحث جاهز عن القيادة والريادة وريادة الأعمال doc

وتشخيص صعوبات التعلم قد لا يظهر إلا بعد دخول الطفل المدرسة، وإظهار الطفل تحصيلاً متأخراً عن متوسط ما هو متوقع من أقرانه، ممن هم في نفس العمر والظروف الاجتماعية أو الاقتصادية والصحية (خطاب،2012).

خصائص الطلاب ذوي صعوبات التعلم:

خلال العديد من العقود الماضية حدث تقدم في فهم جوانب العجز الإدراكي والعصبي والوراثي التي تخص صعوبات التعلم بصفة عامة، وصعوبات تعلم الرياضيات بصفة خاصة، وفي القدرة على تحديد وعلاج هذا النوع من صعوبات التعلم.

وتؤكد Miller (1997) على أن الطالب من هذه الفئة لديه صعوبة في الإدراك، ونقص واضح في اكتساب المهارات وفشل في استعمال آليات تنظيمية ذاتية لإكمال إجراءات الحل، أو القيام بمهام يكلف بها خلال عملية تعليم وتعلم الرياضيات، وذلك يرجع للإنجاز المنخفض عبر المراحل التعليمية نتيجة للصعوبات، إلى جانب القصور في التدريس لهم. (حسب الله،2004).

هناك بعض عوامل التعلم والتي يجب الانتباه إليها عند التخطيط لتدريس الرياضيات للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم، ومن هذه العوامل ما يرجع إلى خواص صعوبات التعلم، أو عوامل تجهيز المعلومات أو الخصائص المعرفية وما وراء المعرفية، أو صعوبات لغوية، أو الخصائص الاجتماعية والانفعالية.

فالعديد من الطلاب ذوي صعوبات التعلم لديهم تاريخ حول الفشل الأكاديمي، والذي يسهم في زيادة عجزهم في الرياضيات. ومن المفترض أن هذا العجز في الرياضيات ينتج عن عدم فهمهم المتكرر منذ الصغر لحل المشكلات أو للمفاهيم الرياضية. إن هذا النقص في الفهم يزيد من اعتماد الطلاب على معلمهم أكثر من اعتمادهم على أنفسهم، وهكذا تترسخ عند الطالب أهمية توجيه الآخرين له عند حله للمشكلات، فالطالب يتعلم أفضل عندما يعرف كيف يتعلم، ويلاحظ تقدمه ذاتياً في مهمة يقدر على أدائها ويثق في قدراته على علاج مشكلات صعبة وذات ارتباط بالبيئة (Bottage,1993).

المقاربة النظرية لصعوبات التعلم:

ساعدت العديد من النظريات في التفسير الدقيق للمشاكل التعليمية التي يعاني منها الأطفال ذوي صعوبات التعلم، بالتالي إعطاء طريقة يمكن استخدامها مع الأطفال أثناء تعليمهم أو علاجهم. (بادي،2015)

  1. النظرية التطورية: والتي ترى أن صعوبات التعلم تمكن العلاقة بين عمليات التعلم ومستوى نضج الطفل، فالتعلم به مهارات ولك مهارة مرحلة اكتساب مرتبطة بمستوى النمو ونضج العمليات المعرفية لدي الطفل، ويشير المختصون بهذا المجال إلى أن سبب الصعوبة يرجع إلى تأخر بعض العمليات المعرفية والتي تسبب تراجع في تعلم المواد الأكاديمية.
  2. نظرية الاتجاه العصبي: لقد كان لطب الأعصاب دوراً هاماً في تشخيص وعلاج بعض حالات صعوبات التعلم، وأرجع السبب إلى مشكلة غير محددة في الجهاز العصبي المركزي وليس في خصائص السلوك التي يظهرها المتعلم.
  3. النظرية النفسية: يهدف هذا الاتجاه إلى التعرف على الصعوبات الناتجة عن العمليات النفسية والعقلية، لأن المختصون في هذا المجال يركزون على فهم القدرات المعرفية والعمليات العقلية التي يستخدمها الفرد في عملية التعلم.
  4. النظرية السلوكية: ترتكز هذه النظرية في تفسيرها لصعوبات التعلم على مبدأ صعوبة البحث في العلاقة بين صعوبات في التعلم وبين العجز الوظيفي في العمليات العقلية، ويكتفي البحث في الخصائص السلوكية لهؤلاء الأطفال مثل الاعتمادية، الشعور بالإحباط، الانعزالية.
  5. النظريات المعرفية: أرجعت هذه النظريات صعوبة التعلم إلى واحدة أو أكثر من العمليات النفسية مثل الانتباه والإدراك والذاكرة والتخيل واللغة والقدرة على حل المشكلات.
  6. نظرية معالجة المعلومات: فسرت هذه النظرية صعوبات التعلم من منطلق استخدام الأطفال ذوي صعوبات التعلم الأساليب غير مناسبة عند معالجتهم للمعلومات، حيث أن هؤلاء الأطفال لديهم قدرات سليمة إلا أن أساليبهم المعرفية غير ملائمة لمتطلبات حجرة الدراسة وتتداخل مع النتائج التي يتوصلون إليها من التعلم وتؤثر فيها.

 

 

  • المراجع
  • الفاعوري، أيهم (2010)، دراسة أساليب التفكير السائدة لدي الطلبة ذوي صعوبات التعلم في الرياضيات، رسالة ماجستير منشورة، كلية التربية، جامعة دمشق، ص
  • مريبع، وجيهة (٢٠٠٧)، معرفة معلمي الرياضيات بكيفية تعليم وحدة الهندسة في الصف الثامن الأساسي، جامعة بيرزيت، فلسطين.
  • مطاوع، ضياء الدين و خليفة، حسن (2014)، مبادئ البحث ومهاراته في العلوم التربوية والنفسية والاجتماعية، مكتبة المتنبي.
  • الناجم، مجيدة (2009)، الممارسة المبنية على البراهين في الخدمة الاجتماعية، مجلة كلية الآداب، جامعة الملك سعود، العدد
  • الوقفي، راضي (2011)، صعوبات التعلم النظرية والتطبيقية، دار المسيرة، عمان، الأردن

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
قصيدة نثر بقلم الكاتبة أنسام زريقات
التالي
اجمل رسالة حب لزوجي

اترك تعليقاً