هناك في ذلك الزمان وفي كل زاوية من زوايا تلك الغرفة، كان هناك أشخاصًا يترقبونني، كان هناك أُمي وعيونها تحمل عبراتها ولسانها يُردد دعواتها، كانت هُناك بخوفها، بِحُبها ومسؤوليتها وفي الإتجاه الأخر كان هناك فحيح الكارهين المُراهنين على فشلي، القائلين أن يتيماً وحيداً فاشِلاً مثلي لن يقوى على النجاح، أما في المُنتصف كان هُناك أنا الشاب اليتيم الوحيد مكسور الجناح الذي راهن الجميع على فشله لكن نفسي أبّت ورفضت.
درستُ بضمير، صَببتُ كل ذرة جهد في روحي على حُلمي، على دعوة أُمي ومسعى المرحوم أبي، واصلتُ الليالي وطُّبِّعَ الحرف على بؤبؤي من شدة انتباهي وتعبي، لا أنكر أن كان لي من الخوف والإكتئاب وجرعات الإحباط ما يكفي لهدمي، لكن ثقتي بربي كانت تكفيني، بسمةٌ أرسُمها على وجه أُمي عند نجاحي تقويني وكلام الحاقدين كان ذخراً لسلاح قوتي لا يُضعفني ولا يُلهيني. فنجحت نعم فعلتها وتعالت زغاريت أُمي لِتُحييني أحسست بفخر أبي في قبره يدفيني، نجحت وها أنا طبيباً يتعالج عندي كل من قال عني فاشلاً وأن النجاح لا يعرف سبيلي وتعلمت أن من يثق بربه ويكد في عمله سيكون له من عمله نصيباً.
#ديالا_المساعيد
Comments
0 comments