مقالات ونصوص متنوعة

رسالة لطيفة،بقلم:رتاج نورالدين

تنساب أشعة الشمس من نافذتي على وجنتايّ برقةٍ لِتُعلمني أنه حان وقتُ الصباح ؛ فأوجَسُ في نفسي : بما أنني لم أسمع صوت أمي المُنبِه ليّ ف حتماً ستعتزلُ الشمسُ شروقها إلى حين أن يدُق على مسمعيّ! .

وما هي إلا لحظات و صوت أمي الحانيّ يردد: صباح الخير يا صغيرتيّ! ؛ ف لا تراني إلا و أزلتُ الغطاء بخفةٍ لأتسلل ب رشاقةٍ بارعةٍ إلى شُرفتي لِ يحتضِنَني نسيمُ الصباح قائلاً : صباح الجمال يا جميلةَ المبسم!
أُسارعُ بتحضيري نفسي بِ ارتدائي أجمل الثياب و أكثر ألوانِها هدوءًا ثم أُسرِّحُ خَصلاتِ شعري لِ تغار شفتايّ هي الأُخرى بأن أفيضي عليّ ببعضٍ من أحمر الشفاه!
ف أُجيبها : سمعاً و طاعةً و هل أرُد لكِ طلباً؟!
أضع القليل من عِطري المفضل ف أسمع همساتهِ بأنّني كالوردةِ في جمال رائحتها ولا جدوى من وضعه!
و هآنذا أُهمهِمُ بالخروج حتى تلتقطني دعواتُ أمي حُباً و لطْفاً ، و تفِرُ منيّ أنفاسي لألتقطها و أنا أركبُ دراجتي وماهي إلا لحظاتٍ حتى أبدِلُ خطواتي عليها ليقطع إنسجامي صوتٌ في قمةِ الرقةِ قائلاً : صباحُ الخيرِ يا رقيقة القلب! ؛ لألتفِت فأجدهُ طيراً يحومُ مع رفاقهِ! ، ف أتفقد قلبي و أُملي عليه أنّ حافظ على رقتِك فهي دليلُ هويتك!
أعودُ إلى إنساجامي مع إيقاع خطواتي مرة أخرى حتى أتفاجأُ بالرياحِ تَتخللُ خَصلاتِ شعري وتسُابقني لِتتقدم أمامي خطوةً لِتكون دليل وجهتي! ؛ حتى ترتميَ حوافُ رحلتي على شواطئ مدينتي و تعود الرياحُ أدراجها و أبقى أنا حائرةً أمام زُرقةِ البحر و همسِ أمواجه! …

إقرأ أيضا:ما هو أطول انهار العالم

ماهي إلا ومضاتٌ حتى لمحتُ زُجاجةً تحتضنُ رسالةً يرتميّانِ كليهما فِ أحضان الأمواج ، بادرتُ لأفتحها فوجدتُها تُحاكيني قولاً و كِتابةً : إنّ هذا الكون بِمُجملهِ يتراقصُ على سيمفونيةِ الحمدِ لله ف لِما لا تنالِ شرف مُشاركته؟! ؛ تنفسي حُباً و أشربي يقيناً باللهِ و حلقي في عنانِ أفكاركِ أنّ المُعجزة التي لن تحدُث هي انطفائُكِ
و أخيراً ؛ مُستقبلكُ هو رهينُ حاضِرك و هو ساعٍ إليك بدقةِ خطواتكِ في سعيكِ إليهِ!…

رتاج نورالدين

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
هلوسات واقع،بقلم:محمد هيثم شاكر
التالي
الخطة التطويرية والاجرائية لعام 2023 وزارة التربية والتعليم الاردنية

اترك تعليقاً