مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم راما مالك العمري .

(صرير قلم)
أسمع نداءًا خفيًا في دعج الليالي، ينادي عليَّ في السكون، أبحث حولي ولا أجد شيئًا من بناتِ عينيَّ صارت العتمة قاتمة، لا يُرى سوى غباش ظلامٍ مسوَّد .
لا أجد سوى القلم، صريره يدوي وسط الفؤاد، صرير قلمٍ وسط العتمة، ذات الجملة، تتردد على مسامعي كلّ ليلة، تذكرني بنفسي التي كنتها “الكاتبة” كما يقولون هه.
هزيلة.. بل كاتبةٌ هزيلة، وحروفها منقطة بالدمع، باسوداد أحلامها بعيدة الأمد، ترسم أحلامها الكبيرة بالكلمات، وهي تعلم أنها ستصل لربعها وستترك الأرباع الأخرى للحياة التي بعدها علَّ أحدًا من جيلٍ سيأتي يشاركها الأحلام ذاتها.
لا يهم.. كلها هلاوس كلمات، الصرير ما زال يدوي وسط فؤادي، وقد أكسر الأقلام، مزعجٌ جدًا أن تهرب للقلم، فصوته لا يخرج من مرقده لسمعك، بل يتسابق ليدق على شريانك الأكبر، أو ذاك المكبوت بداخلك، ويذكرك بكل ما تود لو تنساه للحظات.
أقول دومًا :”صرير قلم وسط العتمة، يبني مجدًا قريبًا” . أتبني الكلمات مجدًا؟

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم وعد الحسين
التالي
نص نثري بقلم سجى مصطفى عمار

اترك تعليقاً