مقالات ونصوص متنوعة

مجزرة،بقلم: إيناس عبدالله عابدين

ِمَجزرة ….

بعد أن أعطيتُهُ الأمان ..

وسلَّمتُه مفاتيحَ قلبي بكُلِّ استسلام ..

وأقمتُ معَهُ عُهدةً عِشقِيَّةً لأحيا في سلام ..

أقامَ في جَسدي وقَلبي مَجزَرة ..

فقتلَ الأشجارَ وجَفَّفَ البِحار بِغيرِ ما إِنذار .. لِيقيمَ المَجزَرة

وأعدمَ في داخلي روحَ الطُّفولة وثورةَ الشبابِ وحكمةَ الشيوخِ ..

وتركهم على الأرضِ أشلاءً بغيرِ مقبرة ..

لماذا كلُّ هذا ؟؟

بعدَ أن صبأتُ عن دَيْدَني ودِيني ..

وألقيتُ كلَّ ما في جُعبتي ويَميني ..

وأبهرتُ بِحُبي أعيُنَ السحرة ..

وأحييتُ ما مات من العشق في شَراييني ..

واتخذتُ من حُبِّك كتابًا مُقدَّسًا وجعلتُه ديني ..

ونسختُ من حُروفِك حرفًا حرفًا كلَّ تَعاليمي ..

وجعلتُ من طَريقِكَ خاتمَ الميادين ..

وأقمتُ في محرابِ العشقِ لكَ مِنبَرا ..

لماذا إذا دَمَّرتَ كلَّ ما كان فِيَّ من معالمِ الحياة… وأَسْكَتَّ عصافيرَ العشقِ عنِ المناجاة ..

وتركتها تتخبَّطُ كأنها فرَّت من قسورة ..

وأَقمتَ على معالمِ جَسدي مجزرة ..

 

وكأنَّه لم يكفِني موتي والعذاب ..

أقامَ اللهُ في داخلي العقاب .

إقرأ أيضا:وعن أي ليلة تريدُ أن أخبرك؟، بقلم: إسراء ياسر جدوع

….جَحيمًا مُستعِرَة ….

 

عذَّب فيها الكافرين … وأحرقَ فيها كل ما اتَّبعوهُ وكلَّ ما كان في هذه الدُّنيا الخاسرة …

فكأنك تسمعُ صرخاتٍ تستغيث …ربِّي مغفرة …

في قلبي بدلَ الدِّماء صارت جهنمُ مُستنفِرة ..

تُريد أن تحرقَ كل كتاباتي لِتزيدَ من عذابي وتجفف ما تملؤه المحبرة ..

حتى تُنهيني وتُهلك شراييني ..وتستنزفَ منِّي الدِّماء فلا يبقى منها أي شيءٍ يُحييني ..

فلا من عودٍ أخضرَ ولا من زهرٍ يُزهر .. فتُربَتي باتت رمادًا يَحتويني ..

دفنتُ نفسي فيها كأنَّني بهذا أعاقبُ نفسي أيضًا كي أعود لديني …

فرُبَّما بهذا تَنتهي في داخلِي المجزرة …

 

بقلم : إيناس عبدالله عابدين

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
روحي ترتجيك،بقلم: إيناس عبدالله عابدين
التالي
فاتنتي،بقلم:امنة خالد حميد

اترك تعليقاً