مقالات ونصوص متنوعة

رماد العنقاء،بقلم:تالا ايهاب زكي

العنوان:~رماد العنقاء~

 

كانت أشلائي تحترق وتتحول إلى رماد أمام عيني، وأنا أقف ساكنًا كأن قطعة بالية تحترق لا قلبي..

ولا عقلي..

ولا جسدي بأكمله…

كان إكمال الحياة في هذه الأرض أشبه بالموت حيًا داخل تابوت..

وربما أسوء..

ولما لا وقد جعلتني الحياة قطعة حلوى قديمة في يد طفل مهمل..

هذا واقعي…وهذا ألمي..

كانت العودة للماضي مستحيلة، والذهاب للمستقل مستحيل..

ولم يبقى لي سوى أن أعيش الحاضر، وأن أخلق قوتي من رماد صار يتطاير بين أعدائي بفرح..

كنت أقوى من أن اعطيهم تلك اللذة، لذة انهياري وفتوري، فجمعت أشلائي المبعثرة وعدت ألملم رمادي الهارب….

ولكن كنت أقوى من ذلك فركضت وراء كل واحدة منهم حتى رجعت كالسابق…

أنا العنقاء يا عزيزي لا أهزم ولا أنهزم، أنا فقط أفعل ما أجد نفسي به ….

ومن قال أن الرماد لا يرجع كما كان؟؟!

وهل للإرادة حدود!!؟

أو هل الإنتحار حل؟؟!

وما الإنتحار سوى تذكرة لتغادر هذا العالم الموحش لتذهب إلى عالم مظلم وقاحط لا تستطيع العودة ولا الرجوع!…

دائمآ القرار الأول هو الأصح وهو الخطأ، ودائما نحن نقع ضمن دائرة نعم ولا وينتهي بنا المطاف بدموع منهمرة على وجنتين تستحقان أن تُحمر من الفرح والحماس لا من البكاء والقهر…

إقرأ أيضا:تاجر النوادر ,بقلم : موسى الملا”نص”

لا محال، الدموع قادمة كالوابل إلى مقلتي ولكن لتكون درسًا جديدًا من الحياة..

وما نحن إلا بشر نخطأ ونفشل وبنفس الوقت ننجح وننجز..

وفي نهاية مطافي..

ما الهزيمة سوى هدية من آلله لنبدأ من جديد بقوة أكبر، وعزم أكبر..

لن أهزم إلا إن أردت فأنا العنقاء التي تهرول نحو بقايا رمادها المتقاذف للهلاك..

وأنا التي بقوة نفسها أعادت ترميم ذاتها وعادت كما كانت!!

على الأقل تعمل لتعود كما كانت…..

تعمل لحياة كما تريد وكما تحب لأنها ببساطة تحمل داخلها روح العنقاء رغم الشتات المتناثر حولها..

فلا خير من إنسان يظهر الكمال خارجًا حتى أمام نفسه، وهو في الداخل يصرخ جيش هائل طالبًا إياه القوة والمحاولة على الأقل..

الأحلام كالرماد إن لم تهرول وراءه لاهثا صارت كالسراب يأتي ولا يعود…

«تالا إيهاب زكي»

«الأردن»

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
الحمد الله تحقق،بقلم:تالا ايهاب زكي
التالي
الحروب الداخلية،بقلم:دنيا عادل السعدة

اترك تعليقاً