مقالات ونصوص متنوعة

الحروب الداخلية،بقلم:دنيا عادل السعدة

جميعنا نعلم أنَّ كل شخص لديه مشاكل كبيرة وصغيرة في حياته، وتمر الايام لتحلَّ وينساها، تمر بعد ترك الندوب في وجه قلبنا ذو البشرة الصافية والناعمة والعيون السوداء الواسعة والشفاه المتوردة والانف المرسوم باعجوبة، بعد ترك السواد تحت عيونه، وانطفاء اللمعة بداخلها.

ولعل اكثر الأمور التي تترك الندوب في قلبي هي معاركي الداخلية الدائمة. في كل مرة تقام معركة على ارض قلبي يكون الطرف الاخر فالمعركة ذا جيش عظيم، ربما بلغت قوته اكثر من قوة جيش المماليك في عين جالوت، لكنني اهزمه، اهزمه باملي الذي لا فائدة منه، حيث ان هذا الامل ليس سوى جرعات من الأسبرين، انتصر بعدما يترك في قلبي عشرات الندوب مثل جسد بن الوليد، لكنني انتصر.

لكن المعارك الاخيرة قطعت اشجار أوصالي، وحركت الرياح للمراسي، مراسي سفينة “الانطفاء”، لم اعد قادر على مواساة نفسي وانا انظر الى الخارج خلال الفجر، او حتى بشرب مشروبي المفضل، او بعناق صغير من لعبة استطعت التقاطها من بين اطلال طفولتي.

اوليس الخوف من الليل والظلام، والبكاء لاننا لم نحصل على لعبتنا التي نريدها و الحفاظ على مرتبة الاول في صفنا والصراخ في وجه امهاتنا لاننا لا نريد النوم في ليلة العيد، والتلهف لزيارة احد الاقرباء المفضلين، افضل من كل هذا الهراء؟

الهراء الذي دمرنا وهزمنا وجعل جيش المماليك يظفر علينا، الذي ترك الندوب على وجوه قلوبنا الرقيقة، الذي اغفلنا وجعل الرياح تحرك مرساة “الانطفاء” لتصل الى ميناء “حياتي” وتغزوه.

إقرأ أيضا:فوائد البطاطس

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
رماد العنقاء،بقلم:تالا ايهاب زكي
التالي
اللغة العربية

اترك تعليقاً