مقالات ونصوص متنوعة

مُتصوفكِ الصغير بقلم نور نصر الدين الجمال

أذكر في الليلة الأخيرة من تشرين الثاني في الساعة الواحدة والنصف من تلك الليلة، أذكرُ عندما أهديتني قصيدة الحلاج إذا هجرتُ فمن لي ومن يُجمل كُلي، وتلك الرقصة الصوفية الدرويشية، أرسلتيها لي وهجرتني أيضًا، أذكر جيدًا كيف سمعت دقات قلبي الإثنى عشر في ثانية واحدة، كنت أتوق إليك وأفكر بكِ، وإذ ترسلينها لي وترحلين دون أن تنطقين ببنت شفة، أعدتها آلاف المرات لكي أفهم مقصدك وسبب حزنك مني وجفاءك الأخير، أتعلمين أنني لا زلت أسمعها لليوم وأتخيل أني أراقصكِ حينها وأدع أصابعي تلاطف أصابعك بلطف بكل تصوفية، أتعلمين أنني حفظتُ قصائد الحلاج جميعها، وقرأتُ تاريخ الحلاج وكيف قُتل، وشعرتُ بأنني قتلتك، درستُ التاريخ والشعر الصوفي وتاريخ ابن العربي وشعر ابن الفارض والرومي و حياة التصوف لدى شمس التبريزي ولم تعودي أيضًا، وأصبح الحلاج الشاعر المُفضل لدي، كل شيءٍ منكِ مُقدس كل شيءٍ منكِ مُتعب وأنيق، سأخبركِ يسمونني الآن الصوفي الصغير ياسيدتي والآن دعيني أستميحك عذرًا كي تعودي وأنا في هذه اللحظة سأكون من أهديكِ تلك الكلمات وإذا هجرتِ فمن لي ومن يُجملُ كُلي، أرجوكِ ارفقي لقد تغيرت كما تحبين ياصوفيتي الصغيرة، حبي لكِ ك حبِ الرومي لشمس التبريزي بربكِ عودي.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
حكاية نبض بقلم : ماجدولين صالح
التالي
في دهاليز الذاكرة بقلم : ميار القذافي

اترك تعليقاً