مقالات ونصوص متنوعة

العالم السفلي

تحت الأنقاضِ هذه المرة، يبحثُ عن يده المبتورة آملاً بلحظة مصافحةٍ جديدة، ينبشُ بين الأواني المغبرة والتي ذاب نصفها من حرارة الانتظار ينبش ليجدَ عينه، تلك العدسة التي ستوثق المشهد دون رخصةٍ واضحة لتجسيد لحظة انهيار سقف الأمل فوق رأسه، يملكُ حفيداً مغمى عليه إثر الرائحة النتنة للخوف، تلسعه أفعى الخيبات مجددا،ًلكنه لم يشعر حينها إلا بتخدر النهايات الشعورية، يقامُ في المبنى المقابل عرساً بلا كائنين، عرساً للمجانين الذين كان لهم من الحياة نصيبُ التغيب عن المطالبة بحقّ العقلانية مثلاً، في الزاوية اليمنى من نهاية الشارع يهتفُ ملحدٌ بالحرية، يعتقدُ أنّ هذا التحرر الهمجي شعارٌ من بين آلاف الشعارات التي ترفعُ الغطاء عن رأسِ إحداهن كي يُطرَبُ الشارع بعويل أحدهم هو السبب الرئيسي للولوج إلى عصرٍ تطوري مهجن بالجهل، تعايرُ الأنثى اليوم بدقةِ الدرجات اللونية التي ترتديها أكثر من تحصيلها العلمي والأخلاقي، كما تقاسُ الرجولة بعدد الساقطات على حسب قول “المجتمع” اللواتي أذلهن بطفرته الجرثومية، هذا الإمام الذي كانَ يخطب بتحريم حرمان البنت من حقها بالإرث هو عينه يأكل مال أخته الوحيدة، ولأنّ ختامها مسكٌ دوماً تخططُ لجنة حقوق الانسان لبناء قاعة اجتماعاتٍ مزودة بطبقة عازلة لسماع صوت زومبا البشر، لكنها ومع هذا كلّه تعول  على وعي الشعوب بأخذ الحذر من مرحلةٍ وبائية مخيفة قد تحصدُ آلاف الأرواح المختنقة مسبقاً بضرائبٍ لشراء السكر المحلي دون كريمة للأسف.

إقرأ أيضا:

هدية الله حَمَرْ

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
Artificial inteligence الذكاء الاصطناعي
التالي
لماذا منع النبي علياً ان يتزوج بنت أبي جهل مع انها كانت مسلمة

اترك تعليقاً