مقالات ونصوص متنوعة

“أنا المنتصر سأصبح قاتلاً” بقلم حياة ثائر جمال أبو غزاله (نص نثري)

أنا المُنتصر، سأصبحُ قاتلاً..

تسألني يا أنتَ لماذا لا أُقاتل من أجلك؟
فأجيبك وبكلّ قوّة :كيفَ تريد أن أخوضَ معك حربًا منافياً لبعدك؛فالتزمتُ الصّمت إكراماً لنفسي وشجاعتي على بعدك.

لطالما كنتُ ضدّ الحرب لأحافظ عليكَ فقط من ناحية العمر الّذي عشناهُ سويّاً فأنا المنتصر وأنا المهزوم على أيّة حال، فإنَّ خسارتك كانت أكبر حربٍ لي واجهتها لوحدي!

والّذي ينتصر بالحرب لوحده هو من يخسر أقل، وهذا هو مقامك؛ أسفي أنَّه في القاع.

حتّى ننتصر بالحرب يجب علينا أن نخسر أقل؛ أي أن اُشبعك خسائر كبيرة؛ أن أقتلك ببعدي أكثر ما يلهمني الشّوقُ إليك.
سأصبح قاتِلاً لا أعرفُ من قتلت، فإنّي تجاوزتُ جثّةً هدّمت مشاعري وهذا هو ردّي إليه.

ستكون قتيلًا يتذكّر وجهي، وملامحي، وعيوني، ودموعي وأثر الكدماتِ على جسدي، حينَما هدمتُ روحاً كانت روحين.
فأنا منتصرة لأنّي هدمتُ إنسانًا هدم قلبي وهذا قليلٌ عليه.

إنّي أُقدّس نفسي؛ لأنّي من اخترتُ الحرب، اخترتها، فخضتها، فتجاوزتها، وها أنا وبكلّ قوة تجاوزت سلّم الموت وهذا بحدّ ذاته رفاهية لنفسي.

فأنا المنتصرة وهو المهزوم لأنّي ارتكبتُ جُرماً لوحدي
فأنا سيّدة الحضور وأنا الجمهور بحد ذاته، نعم تركتُ إنسانًا متناقضًا وأصبحتُ شيطانًا أدغدغُ تفاصيلهُ بالدم .
اللّعنة عليك وعلى تفاصيلك
ارحل فأنا منتصرة وبكلّ فخر.

إقرأ أيضا:رسالة حصاد ، بقلم : سندس عبدالله حماد

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
“في مكان ما” بقلم نور رامز حواري(قصّة قصيرة)
التالي
“عمر مضى” بقلم هبة زياد اشنينة(خاطِرة)

اترك تعليقاً