مقالات ونصوص متنوعة

الموضوع عن حبك أعياني

 

الاسم: إيمان أحمد
البلد سوريا
عنوان النص: حبك أعياني

 

 

على حافَةِ الشَّوقِ، وبينَ أشواكِ البُعدِ ..

تَنصَبُّ لوعةُ الوُجد وصَبابتهِ في إناءِ القَلبِ، وتَنْصَهِرُ الرُّوحُ ..

وتَبتَلِعنا المَسافات، والوقتُ يَلتَهِمنا حِينما نكونُ بِرِداءِ البُعدِ، تَرميْنا بِفَجوَةٍ ضَيِّقةٍ، تَظنُّ أنَّها تَرمي بِنا نحوَ حَتفَيْنا، لَكِنَّها لا تَدري أنَّ فَظاظَتَها لَنا تَجعلُ بُعدنا آمِناً أكثر، وأنَّهُ لا يُطفِئ اللَهفة بِداخلنا، لأنّنا نَبقى نُجومٌ لا تَنْطَفِئ بِسماءِ بَعضنا، وبينَ أنوارِ النَّجمِ الخافِت مُلتَقى قَلبيْنا ..

في الشوارعِ المَهجورةِ وظَّلام الليلِ الحَالِك مَع صريرِ أقدَامَنا وأكتَافنا المُسْتَاءة نَخطو بينَ المَجهولِ ونَشعرُ أنَّ شيئاً ما يُلامِسُ أكتَافنا لِحملِ الأَعبَاءِ وما هيَ إلاّ عَاطفتنا المُتَماسِكة بِبعضها كَشمعةٍ صغيرةٍ تلتقطُ آخر أنفَاسها نَستمدُ الأملُ المُظلِم مِنها لِتُنير الجزء القاتِم داخِلَنا

أنتَ الذي تَسكنُ في عُمقِ فُؤادي ويَسار صَدري، في ليالي إبريل قابِلْني،و على أرصفةِ الشّوقِ أسقِني بِمئاتِ القُبُلاتِ المليئة بالحُبِّ

أسعِدْني باللقاءِ، أَنِرني بِقدومكَ كالكوكبِ الدّري في غَيهبِ الغسقِ، وتحتَ قُبّةِ السَماءِ ضُمّ جَسدي المُرتَجِف شوقاً وحرِرني من أغلالِ البُعدِ، أخرِجني من نفسي إلى نفسِكَ الدافِئة، في بُعدِكَ كنتُ مُنعكفة عَني دوماً، مُنغَمر أنتَ داخلي لأبحثَ عنك وأستنشِقُ رائحتكَ الشّافية لِذاتي، كنتُ أضعُ خريطةَ العَالم أمَامي وأرى كيفَ شُعورنا يَتخبطُ بينَ المسافاتِ كسمكةٍ خرجتَْ منْ مُحيطها يا ملجأ السّلام لِقلبي تعال وضَعْ كتفكَ تحتَ رأسي لقدْ أرهَقَني الإتِكاء على صورِك.

إقرأ أيضا:خربطةُ كيان/بقلم:فرح علي أبورياش(الأردن)”نصوص نثرية

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
حوار بيني وبين عقلي، بقلم :كفا عبدالله الرفاعي
التالي
الداخل المظلم، بقلم: حيدر حسن الضاهر

تعليق واحد

أضف تعليقا

  1. بشر شبيب قال:

    لأنّنا نَبقى نُجومٌ لا تَنْطَفِئ بِسماءِ بَعضنا، وبينَ أنوارِ النَّجمِ الخافِت مُلتَقى قَلبيْنا ..

    رائع جداً.. من أجمل ما قرأت اليوم

اترك تعليقاً