القهوة ليسَت غريبة، اعتادت صخب أفكارنا!!
ذات يوم تسلل صداعٌ أليم إلى رأسي، من دونما سبب أو حُجّة، كأنَه ضيفً ثقيل فرضَ نفسه بغلاضةٍ علّي .
ومن دونِ تفكيرٍ طويل لجأت إلى دوائي المفضل الذي طالما أعددته ُبنفسي، أعدَه بحُبٍ وثقة، فهو خيار أصحاب الذوق الرفيع، أولئك ذوي المِزاج المُعتدل محبي الصِبّغَةِ السمراء، اللذين تراهم دوماً مُتَزني الفكر والصفات، فقمت بإعداد قهوتي.
لطالما كنت أوئمن بأن هناك أشياء بهذا الكون لها قداستها الخاصةِ بها، ولا يليق بها أي عشوائية أو هوج في التعامل.
كنتُ أمنح القهوةَ نوعٌ من الإهتمامِ الخاص بها فقط؛ فلا أشربها إلا بأوقاتٍ مميزة؛ أُباهي بها الشمس حين تغّترُ بشفقِها، وأفتح نوافذي في الصباح لتشاهدها العصافير قد سبقتها إلي.
عند آخر رشفة قهوة يزدادُ إصراري بأنها الحل الوحيد الذي أحتاجهُ عندما يزعجني المتطفلون، فبالرغم من أنني أنهيتها إلا أن الفنجان أصبح اثقل منه في البداية؛ أظنه قد حمل بدل القهوة أفكاري، التي يبدو أنها هي من استدعت ذلك الضيف.
Comments
0 comments
