“أرواح هشّة”
هدوء اللّيل يعزف على أوهامنا والقلب يصغ لنا الحياة، في البال حياة كغيمة أسطوريّة تخترقها ألف يد ويفجّرها ألف صوت، تائهة أفكاري بين الحروب الهادمة بداخلي الّتي تجعلني جثّة هامدة، أحاول أن أرتّبها لكنّها تتبعثر من حين لآخر، لا أستحقّ اللّيل والصّمت فهذا يشعرني بثغرات أحلامي الفاسدة الّتي أعيشها ، يشعرني بالاختناق وكأنّي متواجدة بإسطوانة غاز، تلعثمت كلماتي وضاعت سطوري في وصف ذلك الشّعور اللّئيم، شعور الاختناق الصّامت، والتّفجير الكابت، والمستقبل الغامض، يجزم البعض أنّني على قيد الحياة لا يعلمون أنّني على قيد الموت بالحياة….
الواقع مجرّد أوهام تتشابك في عقلي كخيوط عنكبوتيّة تبني نفسها في مخيّلتي، هواجس الأماني لا تعلم أن حياتنا أمست مجرّد حلم نعيشهُ لثواني عابرة، باتت الرّوح تنادي وتنوح تناجي اللّه وتنشده تبوح بأن يرأف بحالها، تخبره أنّ هناك روح رقيقة يُقطّعها مقصٌّ غليظ أليم، يُقطّعها ببطئ شديد، وأنّ هناك شعور عارم بالأسى…
ربّما خُلقت لكي أُديم التفكير بكلمات وخرافات في أوهام الحياة، أعلم أنّني بالواقع كُسرت أحد أضلعي، وهُدمت بعض زوايا قلبي، وهَمدت جدران روحي، وذبلت قطرات أعيُني، هشّت عظامي، تمزّقت عضلات ظهري، وطقطقت فقرات سندي، اشتعلت الحروب بداخلي وبدأتُ أتلاشى شيئاً فشيء، لم أكن على ما يرام بتاتاً، فقد بُترت احلامي، أشعر وكأنّ الحزن ركن في طريقي وثبت في مساري ليعثّرني، هروبي من نفسي جعلني أعيش كلّ هذه الحروب الطّاحنة، سقطت والجّميع ينظرون لي ككلاب ضالّة عثرت على جثّة ملقاة في ظلمة اللّيل المسّودة ، بعد هذا “تخيّل أن تعيش بجسد هشّ، ينهار أمام أصغر خدش”…
إقرأ أيضا:وصفة طبيعية ستجعل شعرك لامع و قويComments
0 comments
