خاطرة

“متهدّم الاسترقاق” بقلم سالمة الطّاهر أحميد (خاطِرة)

– متهدّم الاسترقاق

ينمق لعلّه يتمكّن من كسرِ قيوده!
كهلٌ يكهن متى الفرج يطرق بابه، ومن فرطِ افتقارهِ للحريّة، بات يخطّط لعلّ ذلك الشّكلِ ينجزع ويصبح بالفعل مفتاح يفكّ طيُور النّشوةِ ويسمح لها بالزّفيف فوقًا في السّماءِ طرِباً بالتّحرر، اِنتحيَ على قطعةٍ من خشبٍ بالأشواكِ مكتظّة، تشبّث بصبره، واكظم وجعه، وكلّه أملٌ برسمتهِ تلك لربّما يضع للمستحيل حدّاً، متمسّكًا بعزمِه وصلابةِ هشاشتهِ بكلّ جوارحهِ، وهذا الّذي بثّ له شيئًا من الاطمئنان في عالمه الهلوع
مهيضٍ، سئم من عيشِ الذّلّ والمهانة راغباً للحريّةِ والاستقلالَ! يصخب بصوتٍ سامقٍ بداخله واطئ بخارجِه، تاللّه لا أحد يعيي ما يشتعل به، وطأة الأيّام وقلّة الحيلة، مرادهُ ضخمٌ لديه، تافهه للآخرين! انهلك، احتكرَ أكثر مما يجب، اجتنبَ الكثير ولازال، تفاقمت الأفكار برأسهُ والتّشويشُ بدأ في اقتحامه!
سؤالٌ يراودهُ ويلتحفه! أين الملجأ والمفرّ؟
ولكنّه حامِدًا لربّه بأنّ الحلم ليس مُلكًا لهم، لكانَوا منعوه! أليس من حقّه التوسّل والبحث عن الانعتاق؟!

مكثَ دقيقة سهِيَ بكلّ ذلك مبتسمًا والدّموع تنسكب بغزارةٍ على خدّه المخدوشِ الّذي أردفَ له الكدمة كدمتين وكأنّ ملحٌ هو الّذي انهمر عليه بدلاً من الدّموع فالتهب! شيئًا مايدفعه للاستمرار والمواصلة بعدما حآن وقت الانتهاء، وصوتٌ يصرخ له بأنْ لّا يفعل كي لا يحزن!

Leave your vote

-1 points
Upvote Downvote

Comments

0 comments

السابق
“ليتكَ لم تكُن” بقلم نوال محمّد علي (خاطِرة)
التالي
“ألوانٌ بلا لوحة” بقلم بتول محمّد علي شيخ العشرة (قصة قصيرة)

اترك تعليقاً