كورونا_دوت_كوم، بقلم: عبيد خلف”نص نثري”

أن تستيقظُ صباحاً وتتأمّل سقفَ غرفتكَ..فتجد أنّك لا تعدو كونِكَ صفحةً مُضافةً على دفترِ العائلة..
تأكلُ وتشربُ وتحجزُ غرفةً أيضاً في بيتِ العائلة..أن تستيقظَ ولا تكونُ إلا رقماً إحصائيّاً في دائرةِ الإحصاء و وزارة شؤونِ الُمعاقينِ والعمل..أن تستيقظُ ولا تجد نفسَك إلّا فرداً خصياً في أمّةٍ باتَ أبنائِها يُمارسون اللّواطِ بينهم تحت مُسميّات مذهبيّة في مسرحيّةٍ يضحكُ منها الشرقُ والغرب..
أن تستيقظ وأنتَ تبحثُ عن لُقمةِ  خبزٍ مُغمّسة بدمٍ لا تأخذُها إلّا بعدَ أن تقف عُمرًا كاملاً ضمنَ دورٍ محشريّ ستقف فيهِ غداً وبعد غدٍ أيضاً..
أن تستيقظ وتتمنى لو أنّك  لم تستيقظ..
أنتَ بالذّات يا صديقي خلق فيروس كورونا لك ومن أجلك..فلا تلبسُ الكمامة التي لا تملكُ ثمنُها خوفاً من الموتِ الذي تعيشه ويعيشُكَ..قبلَ حتى أنْ تستيقظ.

Comments

0 comments