مقالات ونصوص متنوعة

ذكراها محرم بقلم: محمود أحمد صالح

بدأت ستائر الهدوء تستدل .
إنها الثانية عشر شوقا” بتوقيت قلب بال لا يزهره شي ك’ قربك بدأت الأصوات تختنفي ، يبدو الظلام مخيفا” اليوم كما جرت العادة .
لم أر جارتي العجوز نائمة على الكرسي .
ليل .. ليل يبدو وكأنه لن يمر بسهولة اليوم حتما” سأعاني من فقدانك الليلة .
كنت أحبها ك خطأ لا يمكن تفاديه .
خطأ لا يمكن تصحيحه ؛ خطأ لذيذ مشوق يكسر رتابة أفعالي الصحيحة كلها .
حتى تذكرت يوم رحيلها ..
ليلة كانت أشبه علي بعاصفة قوية شديدة البرودة ، أمطارها غزيرة ولا أملك معطفا” يحويني .
فضربت رأسي بيدي ندما” كوني تركتها ذلك اليوم عندما أخبرتني أنها سترحل .
إن يأسي الآن قاتل .
ربما أخبرتني عن رحيلها لأنها أرادتني أن اسألها البقاء ..
كان من الممكن ان تغادر فجأة كعادتها !
تتركني بالكثير من الحيرة والأرتباك لغيابها المفاجئ الى الأبد . لكنها كانت افضل مني .
أوفت بوعدها واخبرتني عن ذهابها ؛ وأستحيت أن تحملني على طلب البقاء منها .
ربما انتظرت مني ان أعطيها ومضة واحدة من الأمل لتبقى لكنني لم أفعل ذلك .
كل ما يحيط بي الآن يبدو مكسورا” ك قلبي .
لا أدري لماذا ما زلت أراقبك ، أسأل عن أخبارك ،أطارد كل ما يخصك .
لا أدري إن كنت أنت كذلك أيضا” أم أنني أنا من يبالغ فقط .
في الحقيقة رأيتك اليوم في طريقي عدة مرات ؛ كأن أشباهك الأربعين تقصدوا المرور بي ، أو أنني أصبحت أراك في كل النساء عمدا” .
لم يعد بوسعي الكتابة أكثر .
أصبحت نصوصي جميعها تتحدث عنك ، لا جديد يجذب القارء .
أهل لحبي لك بأن يقف في طريقي !
أهل كتب على كاتبك العظيم الإنهيار يا صغيرتي

إقرأ أيضا:سِكِرَيَ وَمٌرَارَتْيَ ،بقلم: رَوَانَ دِوَبّا’ نص نثري

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
سقط ولم يعد بقلم: ربا عاطف علي
التالي
الوطن ينزف دمًا، بقلم الكاتبة: حنين رائد أبو شريعة

اترك تعليقاً