مقالات ونصوص متنوعة

الوطن ينزف دمًا، بقلم الكاتبة: حنين رائد أبو شريعة

الوطن ينزفُ دمًا
لا أحد يشعر بنا كأفلام الكرتون التي كنا نتابعها في الصغر تأخد من العيون الدمع الساقط وتحولهُ لحنان لا أحد يشعر حقاً إلا في نفسه ماذا بكم هل عريتم من الرائفة لا أريد أن أعاتبكم قط اريد ان اقول لكم لن تقدموا يوماً صورتكم كما رسمناها و نحن في الصغر،تراكمت المشاعر وتراكم عليها اطنان من الغبار لم نَبح يوماً الا وقد دمعة اعيننا لساعات وامتلئت وسادتنا لأيام لم يلتفت احد الى الفؤاد لا تجرؤ بالبوح مرتاً آخرى، ربما الف كلمة مبعثرة غير قادرة على إيصال تلك الكلمة ونظرتاً واحدة إلى هذا الخراب توسد بك كل الآلم، في الارض الكرامة محفوظة لا مكان للكبرياء هنا فلا تجعل الكبرياء سبباً لهذا الفعل الشنيع، وكم من انسان ينطق وكانه يتكلم مع اعمى لو اصابه الخرس لكان هذا افضل من نطقه ربما مشاعر الاخرس للأعمى بمثل هذا الظرف اصدق بكثير مما تبوح به قلوب مزيفة لم تبقي شيء من الانسانية الا وقتلته، لم يسبق لي ان اتخيل ما حدث حتى سمعت في اخبار الصباح لكن لم تكن على عادتها فاليوم اخبارنا يملئها الصراخ والدماؤ والانفجارات في كل مكان تنظر اليه هناك اطفال تبكي وتصرخ ونساء تنوح ورجالاً تحمل البنادق ورجالاً تحمل الاطفال الابرياء ما يمر شيء في ذاكرتي كهذا قط، هدنة ومن ثم عراك مستمر يتلوه صخب وانفجارات دموع لا تجف ودماءً تجري كالماء العذب الاحلام تتحطم وتتلاشي بين هنا وهناك كم من ذكريات تلطخت بالدماء لم يبقى الا اشتات انسان ارواح معراة لا تملك أية حقوق لا تحمل الا الانسانية اطفال تحمل الحجارة امام البنادق والمدافع حجر من صلب هذا الوطن اشجع من بندقية مستعمر بنادقهم تحمل كل العداوة والغل والكراهية، اما عن رجالنا فالقلب على الوطن واليد على الجرح،واطفالنا الذين كانوا يحملون الدُمى، اليوم الدمى مكان الحجارة احلامهم وطفولتهم غطاها الركام اخ يُمسك يد اخاة بقوة اعمارهم عرفت كل شي قبل سابق اوانها، اماهات ترفع ايديهن داعيات الله ان يرفع هذا الظلم اصواتهن شاهقه من قهر العداء، اُناس تفر هاربة تاركة كل الحب والروح وراحلة تفرق الشمل وقد يحدث ان اخوين يتفرقاء، ذاهبون لا يعرفون ما ينتظرهم ماذا سيحدث او ما سيترتب عليهم فالحياة قاسية جداً هل سينتبذو لا وقت للتفكير الان، وجوه شاحبة متعبة من ظلم الايام المستمر بطيئون الخطوة يكادو ان يسقطو ارضاً يتمنون رحمة الموت احن عليهم من هذا، في اعماق السجون أُناس تراكم على قلوبها المتوردة المطفئة باليآس مشاعر مغبره لا يستطيع البوح بها الا لاسوار السجن قد تكون احن بكثير من قلوب البشر كل احد بما فيه يكفيه ويزيد، فهذا ليس صراع مع العقل فقط هذا صراع بين عقول الامم كافة، اليوم الجوع والخوف كلاهما يجتمع معاً، اسراب من الناس تحمل الامتعة فارةٌ من الضياع الاسوء من هذا، متعبون ورغم ذلك يحملون اطفالهم بين ثناياهم خوفاً عليهم من الفقدان، على يمينهم فلذات اكبادهم وعلى شمالهم ذخيره وبندقية، هناك خط بين الدمار والسلام فقط، صامتون لا مجال للجلوس او التفكير بمفردك حتى، الامل في الحرب اشبه بنار القلب المشتعلة التي تضيئ ما حولها لكن بلا فائدة الظروف المزرية تحاصرنا لا مكان للحالمين هنا، خيم منصوبة بداخلها قلوب محطمة، تعجز الكلمات ان تصف إلتفافهم حول مائدة الطعام هنا الكل سواسية بمعنى الكلمة، لم يبقى شيء من الطبيعة على الارض الا وقد تشوه اصبحت الطبيعة باللون الاسود فقط.

إقرأ أيضا:الفوائد العلاجية للثوم

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
ذكراها محرم بقلم: محمود أحمد صالح
التالي
أتظنني حيا بقلم : ريم عبد الرحمن جابر

اترك تعليقاً