مقالات ونصوص متنوعة

سقط ولم يعد بقلم: ربا عاطف علي

تلاشت على أرصفةِ الحُلم، كانت تتناثرُ هنا وهناك ناشرةً أَثيرها على تلكَ الأرصفةِ الخائبة.
كانت تتراقصُ مع دموعِ الغيمِ وتغنّي للصيفِ وتنعشُ القلوبَ في كُلِّ الأوقات.
كانت بمثابةِ روحاً هاربةً من جنّاتِ الفردوس
جميلةُ رقيقة هادئة .
كانت دائما في الأعلى هناك فوقَ الغيوم معَ الاحلامِ الورديّةِ.
وفي تلكَ اللحظةِ هبطت مع أحلامها إلى اصقاعِ الأرضِ؟ ها هي بينَ الأنقاضِ نورٌ خافتٌ ينازعُ هناك .
منزلها ومأوى احلامها كانَ ضحيّةَ دمارٍ .
جميعها الآن مجردُ أنقاض .
خَرجت مكسورةَ الجناحِ فاقدةً للنورِ لم تجد أحد يمدّها بالقليلِ من نورها، كانت وحيدةً جداً تلكَ التي كانت حياتها عبارةٌ عن قطارٍ من المعارفِ والأصحاب، ها هيَ الآن لوحدها مع روحها تزّفُ احلامها للمات .
نزيفُ الرّوحِ ماهو إلا موتٌ بطيئٌ يعيشُ المرءُ مع روحهِ وهي منكسرة .
أمامَ منزلها المُتراخي على الشّارعِ ليأخذَ استراحةً أبديةً تقفُ هناكَ تطالبُ بأحلامها وآمالها ولكن كلّا كلُّ ذلك أصبحَ عبارةً عن فوضى .
وَهبت من روحها للجميع ولم تجد من يَهبُ لها الحبّ والحنان في تلك المحنة.
كان خوفُ الوحدةِ يرافقها طيلةَ حياتها وهي الآن تقفُ بوجهِ ذلك الخوف وحدها .
لم يكن مرعباً كانَ بارقةَ أملٍ .
سقطت لوحدها ولكنها جاهدت لكي تقف لوحدها مداويةً روحها .
عادت لطيفِ أحلامها وآمالها ولكنّها لم تَعد تلك الرّوح اللطيفة .
أصبحت باردةَ المشاعرِ غيرَ قادرةٍ على نشرِ الحُبّ تلقَّتِ الصفعات عنِ الجميع ولم يتلقّى أحدٌ صفعةَ القدرِ بدلاً عنها .
مازالت تقف أمامَ الرّمادِ في كلِّ لحظةِ خوفٍ كانت تستمدُ من ذلكَ الرّمادِ طاقةً رهيبةً تشجّعها للنهوض .
تكافحُ من أجلِ إعادةِ الرّمادِ لأصلهِ تحاربُ من أجلِ أحلامها لأنها ومع روحها التي ما زالت تضّجُ بالحياةِ والفتنةِ، كانت قادرةً على تحويلِ رمادِ حياتها إلى زهورٍ فاتنةٍ مليئةً بالحُب.

إقرأ أيضا:ما هو الناسور العصعصي

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
قيتارة الحياة بقلم :رؤى أبو بدير
التالي
ذكراها محرم بقلم: محمود أحمد صالح

اترك تعليقاً