أبي، بقلم: سميّة محمود عامر”خاطرة”

بين الألفِ والباءِ والياءِ حكايةٌ منسوجةٌ منذُ الأزلِ.
كنزٌ مدفونٌ بين الشّرايينِ والأوردةِ ،وزهرُ ياسمينٍ معبقٌ عطرُه، متعمشقٌ بالرئتينِ ،
بلسمٌ لروحٍ مرهقةٍ…مرهمٌ لجرحٍ أدمه الشوق؛ لرؤيةِ ثغرهِ الباسمِ ،ولفحاتِ عينيه الضاحكتين، بريقهما كالجواهرِ الأرجونية ،
وأشتاق لملمسِ يديه الكبيرتين الخشنةِ الدافئةِ ويمسحُ بهما على رأسي فيغلبني شعورٌ وأيّ شعور؟
فهو….
شاطئ أمانٍ
نبعُ الاطمئنانِ
بحرُ العطاءِ
سدُ الوفاءِ

فعساني ماذا أقولُ عن غيمةٍ ماطرة؟
عساني ماذا أقولُ عن زُمرّدةٍ برّاقة؟
عساني ماذا أقولُ عن ضوءِ الصباحِ؟
عساني ماذا أقولُ عن نجمِ المساءِ؟

جُرمٌ سماويّ
شِهابٌ كونيّ
نيزكٌ مضيء
كَوكبٌ مشّع

لا أظنُّ هذهِ الحروفِ تكفي……..
فهو الدّمُ الذي يجري في شراييني
والهواءُ الذي يدخلُ مع الأوكسجينِ
وحبُّه الساكنُ في القلبِ يحييني
ومرآه للعينِ………. وقبلته للجبينِ
سلامتُه السّلامةِ وهذا ما يعنيني
وهمّي الوحيد رضاهُ ولا شيء سواهُ
حبّي كلَّهُ وبعضهُ………..لكَ يا أبتاهُ

Comments

0 comments